كشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور خالد العوفي استشاري الطب النفسي والمدير الطبي في مستشفى الأمل بجدة رئيس وحدة الطب النفسي بصحة جدة، عن سيطرة المستشفى على نحو 90 في المائة من محاولات تهريب الممنوعات داخل أسوارها من قبل المرضى المنومين فيها، والتي يتم إدخالها حين دخول المريض للتنويم في المستشفى.
وأوضح الدكتور خالد العوفي أن هذه الممنوعات تتمثل في تهريب السجائر، إلى جانب النقود التي يمنع إدخالها للمرضى المنومين في المستشفى، مؤكدا في الوقت نفسه أن المواد المخدرة الأخرى يتم إحباط تهريبها من البوابة الخارجية قبل الدخول والتي تمت السيطرة عليها بنسبة 100 في المائة، بحسب قوله.
وقال العوفي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «ثمة تجاوزات حدثت داخل المستشفى، والمتمثلة في تهريب بعض الممنوعات عن طريق وضعها بأماكن غير متوقعة تتضمن تحت اللسان أو داخل الأسنان إذا كانت محفورة، مما يستدعي وجود أفراد محترفين في عملية التفتيش»، لافتا إلى أن المريض يتم تفتيشه قبل دخوله لأقسام التنويم.
وأفاد استشاري الطب النفسي والمدير الطبي في مستشفى الأمل بجدة رئيس وحدة الطب النفسي بصحة جدة، أن المستشفى بات يستخدم حاليا أبواب إلكترونية شبيهة بتلك الموجودة في صالات المطارات، إلى جانب التفتيش بالأشعة لكشف المواد المهربة داخل جسم الإنسان.
وأضاف العوفي: أن «اكتشاف تهريب السجائر يتم أيضا عن طريق رائحة الدخان التي قد نعثر عليها داخل وحدات المستشفى، خصوصا أن معظم المرضى بمستشفى الأمل مدخنون، مما يصعب عليهم التوقف عن التدخين دون وجود بدائل، غير أننا نعمل حاليا على برامج علاجية بديلة أثبتت فاعليتها، وهو ما ساعد في الحد من ظاهرة تهريب السجائر من قبل النزلاء».
ولم ينف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول أو يؤكد المعلومات المتعلقة بتهريب مواد مخدرة داخل السجون والإصلاحيات، إلا أنه وصف تلك العمليات بـ«الكارثة»، مضيفا: «بحسب ما تردنا من معلومات فإن حالات تعاطي المخدرات في السجون نادرة جدا والتي لا تتجاوز حالتين على الأكثر من فترة لأخرى».
ولكن المصدر المسؤول، استدرك قائلا: «عادة ما يخضع نزلاء السجون والإصلاحيات إلى تحاليل وفحوصات للكشف عن الإدمان، والتي تتم إعادتها مرتين بهدف التأكد من النتيجة، لا سيما أنه حدثت أخطاء في نتائج تحاليل بعض الحالات لأفراد غير متعاطين وكانت نتائج فحوصاتهم إيجابية، إلا أنه تم التأكد ليتبين بعد ذلك بأنهم أصحاء»، رافضا الإفصاح عن عدد تلك الأخطاء باعتبارها نادرة جدا ولا تذكر، على حد قوله.
وبين المصدر المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن مدمني المخدرات في السجون اعتادوا التهريب باعتبارهم شخصيات مضادة للمجتمع في أغلب الحالات، ويملكون سلوكيات المراوغة والإخفاء والإصرار على التعاطي، وهو ما يدفع بهم إلى تهريب المواد المخدرة من مستنشقات وسجائر وحبوب بطرق خاصة نتيجة اكتسابهم لخبرات كبيرة.
واستطرد المصدر المسؤول في القول: «لا بد أن يمتلك المفتشون الخبرة والدراية الكافية بطرق تهريب المخدرات؛ حيث إنهم إذا لم يكونوا على قدر كاف من هذه الخبرة فإن المواد المخدرة قد تمر بسلام دون أن يعلموا بها».
وبالعودة إلى استشاري الطب النفسي والمدير الطبي في مستشفى الأمل بجدة رئيس وحدة الطب النفسي بصحة جدة، فقد أكد وجود أقسام بمستشفى الأمل للخدمات النفسية والاجتماعية والإرشاد والتعافي، والتي يقوم العاملون فيها بجولات ميدانية وتوعوية وتعليمية لأقسام السجون النسائية والرجالية على حد سواء، من أجل التوعية بأضرار المخدرات، وذلك على مستوى المملكة ككل.