دعا المشرف على كرسي الأمير مقرن لتقنية أمن المعلومات الدكتور فهد المحيا إلى إنشاء هيئة لأمن تقنية المعلومات، خصوصاً بعد الهجمات التي تمت على بوابات قطاعات حكومية وبعض الشركات الكبيرة مثل أرامكو، محذراً من أنه ستتبعها محاولات لاختراق أجهزة سيادية، عبر خلايا تقنية نائمة في الوقت الحالي.
وقال الأكاديمي المحيا في حديث إلى «الحياة» أمس: «عندما نناقش هذه القضية الآن، فإننا نناقش الأمن بشكل عام، ليس أمن جهة حكومية أو خاصة معينة، ولكنني أعلق الجرس متسائلاً عن عدم وجود تنسيق بين الجهات المختلفة لأمن تقنية المعلومات، فنحن بحاجة ماسة إلى هيئة خاصة لتقنية المعلومات تنسق الجهود بين جميع القطاعات، لأننا نصرح بأن هناك خطراً، وهذه ليست المرة الأولى التي أعلن هذا الأمر، لكنها لم تأخذ في الاعتبار أو الجدية إلا بعد ما حصل مع أرامكو».
وأضاف: «أرامكو هي مثل نفاخر به دولياً، ومع ذلك تعرضت لهجمات كانت من الممكن أن تصل إلى جهات وأجهزة أخرى سيادية، ولكن كل جهاز يحاول أن يحل مشكلته بنفسه، وكل مسؤول يحاول قدر الإمكان ألا يوضح أنه تمت مهاجمته ليغطي الأمر قبل أن يصل إلى مرحلة كبيرة، حتى إن الهجمات مستمرة على جميع القطاعات، البنكي منها والنفطي والحكومي، ومع الأسف لا نجد أحداً يقول إنه تمت مهاجمته إلا بعد أن يُعلم من المهاجمين، وقد تصل هذه الهجمات إلى القطاعات المختلفة والسيادية إذا بقي البعض يعيش في جزر متباعدة».
وأضاف: «نتحدث عن هيئة مسؤولة تراقب الأداء، وتحدد المسؤول، وتنسق بين الجهات وتضع السياسات، وتحدد من تحاسب، وتكافح إلكترونياً كل اختراق، فالفرد ضائع عندما يهاجم جهازه الشخصي أو جواله، فلا يدري هل يذهب للشرطة أم للاتصالات، وكذلك البنوك والقطاعات الحكومية التي فيها الإشكالية نفسها»، لافتاً إلى أنه لا يتحدث عن التشفير والاتصالات الحساسة التي تخص أمن الدولة التي لها جهات معنية مسؤولة عن رقابتها، ولا الاتصالات العسكرية باعتبارها اتصالات سرية.
وذكر أن هناك «الاتصالات الآمنة التي هي ليست متاحة للأفراد، ولكنها متاحة للقطاعات والبنوك، ولكن من الصعب اختراقها من دون استحالة وقوع ذلك، لأنه لا توجد شبكة من دون ثغرات». وقال: «في بعض الأحيان المصانع هي التي تضع ثغرات، والمشكلة أن كل قطاع يضع أجهزة تشفير خاصة عن طريقه، والمحاولات التي ظهرت في وسائل الإعلام هي التي كشفت، فما بالك بكم من المحاولات التي لم تكشف، والفايروسات - الشبيهة بالخلايا النائمة - التي من الممكن أن تتحرك في أي وقت، والتي قد تضرب أي جهاز حساس في الدولة، ما يمكن أن يؤدي إلى قطع المواصلات والسكك الحديد وحتى الماء والكهرباء».
وأضاف: «نتمنى أن يُسرع من وتيرة إنشاء الهيئة الخاصة لأمن المعلومات، فأرامكو لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، لكن أرامكو بحكم أنها كيان دولي لا تريد أن تؤثر في سمعتها دولياً، فأعلنت بعد أيام أنها حاصرت الخطر بسرعة»، لافتاً إلى أن مجلس الشورى ناقش الموضوع من قبل، وهيئة الخبراء درست الموضوع، وهناك استراتيجية لأمن المعلومات ستنشر قريباً تعمل عليها هيئة الاتصالات، يجب أن تُفعل وتتضافر الجهود لجميع القطاعات، حتى لا يكون حماية لجهة معنية، لأن التأثير متبادل بين الجهات المتعددة.