أقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في الديوان الملكي بقصر منى أمس حفل الاستقبال السنوي للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام، وألقى خادم الحرمين الشريفين خلال الحفل كلمة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الأخوة الحضور:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أهنئكم بعيد الأضحى المبارك، وأتمنى لكم حجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا، وكل عام وأنتم بخير.
منذ عهد سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، ومرورا بعهد نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، إلى أيامنا هذه، والمؤمنون يتوافدون على بيت الله الحرام ملبين نداء الحق في مشهد عظيم يجسد فكرة المساواة، متمسكين بالأمل بالله «جل جلاله» في وحدة الأمة الإسلامية، ونبذ الفرقة والتحام الصف الإسلامي في وجه أعداء الأمة والمتربصين بها.
إن حوار الأمة الإسلامية مع نفسها واجب شرعي، فالشتات، والجهل، والتحزب، والغلو، عقبات تهدد آمال المسلمين، إن الحوار تعزيز للاعتدال والوسطية، والقضاء على أسباب النزاع، والتطرف، ولا مخرج من ذلك إلا أن نعلق آمالنا بالله، فهو القائل «وَلا تَيْأسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَفِرُونَ» ومن ثم التوكل بعزيمة مؤمنة لا تعترف بالعثرات مهما كانت.
أيها الإخوة الكرام:
إن فكرة مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية، والذي أعلنا عنه في مكة المكرمة لا يعني بالضرورة الاتفاق على أمور العقيدة، بل الهدف منه الوصول إلى حلول للفرقة وإحلال التعايش بين المذاهب بعيدا عن الدسائس أو غيرها، الأمر الذي سيعود نفعه لصالح أمتنا الإسلامية وجمع كلمتها.
من مكاني هذا وبجوار بيت الله الحرام أطالب هيئة الأمم المتحدة بمشروع يُدين أي دولة أو مجموعة تتعرض للأديان السماوية والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهذا واجب علينا وعلى كل مسلم تجاه الذود عن حياض ديننا الإسلامي والدفاع عن رسل الحق.
هذا وأسأل الله أن يعزز الأمل في قلوبنا المعلقة به، وأن يثبتنا على الحق والطاعة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.