وصل قبل قليل إلى قطاع غزة، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، ونائبه الدكتور موسي أبو مرزوق، وعدد من اعضاء المكتب السياسي للحركة، حيث كان في استقبالهم بمعبر رفح البري رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية، والنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، والعديد من قادة حماس بينهم "محمود الزهار" و "خليل الحية"، وقيادات العمل النسائي في حماس.

وتوجه وفد من قادة حركة فتح للمشاركة في استقبال مشعل عند معبر رفح الذي شهد استنفارا وانتشارا امنيا مكثفا على امتداد الطريق الرابط بين المعبر ومنزل الشيخ الراحل احمد ياسين حيث تكون وجهته الاولى في غزة.

ويرافق مشعل إلى جانب نائبه كل من عزت الرشق، ومحمد نصر، وصالح العاروري، ومن المقرر أن يتوجه الوفد بداية الى منزل مؤسس الحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين، وخليفته الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ونائب القائد العام لكتائب القسام الشهيد أحمد الجعبري، وكذلك أحد قادة الكتائب الشهيد "محمد الهمص" الذي عمل إلى جانب الجعبري ومشعل، بالإضافة إلى عائلة الدلو وعوائل شهداء وعدد من الجرحى.

وأعرب عدد من قادة حماس قبيل وصولهم إلى القطاع عن سعادتهم البالغة بالزيارة، حيث قال أبو مرزوق عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "نحن الآن فى الطريق إلى غزة وأول خطواتنا فى رفح حيث المولد والأسرة .. الخواطر متزاحمة ما بين التاريخ وما نحن بصدده خرجت فتى وأحلام فى معظمها متعلقة بفلسطين واليوم اعود إليها مع كوكبة من قيادة حركة ليس لها من هم سوى فلسطين".

وقال عزت الرشق " سألت أبو الوليد للتو.. عن مشاعره ونحن نقترب من غزة فقال: انتظر وصول غزة بفارغ الصبر.. وربنا يتممها على خير.. وربنا يجعلها خالصة لوجهه الكريم".

ووصفت صحيفة هآرتس العبرية الزيارة بأنها "تاريخية" وقالت "مشعل يصل اليوم حماسستان".

وينتشر الآلاف من عناصر كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، بالإضافة لعناصر أجهزة أمن الحكومة المقالة بغزة، على طول طريق صلاح الدين الرئيسي في القطاع لتأمين موكب مشعل والوفد المرافق له، وسط حضور جماهيري وشعبي على جانبي الطريق.

ومن المقرر أن يُلقي مشعل غد السبت، الكلمة الرئيسية في مهرجان الانطلاقة التي قال مصدر قيادي في الحركة أنه "سيحدد من خلالها ملامح المرحلة المقبلة لبرنامج حماس السياسي على صعيد المصالحة الفلسطينية وغيرها من التطورات السياسية المحيطة بالقضية".

وتكتسب زيارة قادة حماس غزة، أهمية كبرى حيث تتزامن مع ما حققته حماس في المعركة الأخيرة من "انتصار" أمام الاحتلال عقب اغتيال قائدها الجعبري، وكذلك اعتزام مشعل الخروج من المكتب السياسي للحركة وتمسكه بهذه الخطوة على الرغم من المحاولات الكثيرة لإقناعه بالعدول عنها.

وهدد القيادي في حركة حماس والنائب عنها في المجلس التشريعي، اسماعيل الاشقر، إسرائيل برد قاسي غير متوقع في حال أقدمت على اغتيال مشعل أو أي من الشخصيات التي ترافقه.

وقال الأشقر في تصريحات للموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت، أن حركته لا يوجد لديها أي ضمان بأن لا تتعرض إسرائيل إلي مشعل أو لأي من اعضاء الوفد القيادي المرافق له، مشدداً على أن "إسرائيل ستدفع الثمن باهظاً في حال فعلت ذلك".

ووصل مساء أمس الخميس إلى قطاع غزة 14 فرداً من عائلة مشعل لحضور حفل الانطلاقة، من بينهم عقيلته "أمل البوريني" وأبنائها وبناتها ووالدتها "نازك"، في حين وصلت زوجة الدكتور موسي أبو مرزوق وأبنائها قبل قليل إلى مدينة رفح حيث تقطن عائلة زوجها.

وتُعد هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها مشعل والرشق إلى قطاع غزة، فيما تُعد الثانية لنائبه الدكتور موسى أبو مرزوق منذ مغادرته مسقط رأسه رفح في بداية السبعينيات، حيث تمكن من زيارة ذويه في مدينة رفح جنوب القطاع بتاريخ 28 شباط 2009، واستمرت تلك الزيارة ثلاث ساعات فقط وأحيطت بسرية تامة وبحراسة من المخابرات المصرية التي كان يتمتع ابو مرزوق بعلاقات واسعة مع قياداتها ويخوض معهم مفاوضات عسيرة بشأن إنهاء صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

كما تعتبر هذه الزيارة الثانية للقيادي وعضو المكتب السياسي لحماس "صالح العاروري" الذي زار غزة منذ نحو شهر ونصف، ومكث فيها أياماً قبل أن يغادرها إلى جانب ممثلين الحركة في لبنان واليمن وغيرها من الدول.