وصل مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي الاحد الى دمشق في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، في حين تواصلت اعمال العنف في سوريا ولا سيما في ريف حماة حيث خلفت غارة جوية قرب مخبز في بلدة حلفايا اكثر من ستين قتيلا وعشرات الجرحى، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
ونظرا لوجود 50 جريحا في حالة خطرة، توقع المرصد ارتفاع حصيلة القتلى التي اعتبرها الاكبر امام مخبز في سوريا التي تعاني من ازمة توفر رغيف الخبز.
من جهة اخرى دانت منظمة التعاون الاسلامي الاحد تهديد جماعة سورية مسلحة باقتحام بلدتين مسيحيتين في وسط البلاد اذا لم يطرد سكانهما القوات السورية منهما، مؤكدة ان هذا التهديد "مخالف لتعاليم الاسلام".
وخلافا لزياراته السابقة دخل الابراهيمي الاراضي السورية من لبنان قرابة الساعة الثانية بعد الظهر (12,00 تغ)، كما افاد لوكالة فرانس برس مسؤول في الجمارك اللبنانية.
وكان الابراهيمي يحط سابقا في مطار دمشق ولكن طريق المطار شهد في الايام الاخيرة معارك عنيفة بين قوات الرئيس بشار الاسد ومقاتلي المعارضة المسلحة.
وخلال زيارته السابقة من 19 الى 24 تشرين الاول/اكتوبر، تفاوض الابراهيمي على هدنة بمناسبة عيد الاضحى واعلن عن اتفاق طرفي النزاع على الالتزام بها طيلة ايام العيد، ولكن الهدنة لم تصمد الا ساعات معدودة.
ولا يزال المجتمع الدولي غير قادر على الاتفاق على تحرك مشترك في سوريا حيث تعارض موسكو والصين اي تدخل عسكري.
واعلن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف السبت ان الغرب يامل ان تواصل روسيا والصين معارضتهما لاي تدخل لانه من من احد مستعد لذلك.
من جهة اخرى قلل وزير الاعلام السوري من اهمية تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع حول عدم جدوى الحسم العسكري لحل الازمة السورية، داعيا في الوقت نفسه الى حوار سياسي لحل الازمة المستمرة منذ 21 شهرا.
وقال الوزير عمران الزعبي في مؤتمر صحافي في دمشق ان رأي نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع "هو رأي من آراء 23 مليون سوري، وسوريا دولة تحكمها مؤسسات وقيادات والرأي النهائي لها".
وكان الشرع اقر بان ايا من نظام الرئيس بشار الاسد او معارضيه غير قادر على حسم الامور عسكريا في النزاع، داعيا الى "تسوية تاريخية" لانهائه.
وقال الشرع في حديث الى صحيفة "الاخبار" اللبنانية المؤيدة للنظام السوري الاسبوع الماضي "ليس في امكان كل المعارضات حسم المعركة عسكريا، كما ان ما تقوم به قوات الامن ووحدات الجيش لن يحقق حسما".
واكد الزعبي ان "الجيش السوري عندما يدافع عن البلاد واتخذ القرار لمواجهة الارهاب لا يفكر بمقولة وهم الحسم العسكري". واعتبر ان "المعركة مع الارهاب لا رهان عليها والحسم في المحصلة هو ما تفرضه شؤون المعركة والقيادة السياسية".
ودانت منظمة التعاون الاسلامي الاحد تهديد جماعة مسلحة باسم "لواء الانصار" في شريط فيديو باقتحام بلدتي محردة والسقيلبية المسيحيتين شمال حماة. واعتبرته "مخالفا لتعاليم الاسلام السمحة التي تدعو للتسامح والاخاء والسلام ونبذ العنف".
وحذر البيان من "الانزلاق في البعد الطائفي للازمة السورية باعتبار الشعب السوري شعبا واحدا تعايشت فيه الطوائف على مدى التاريخ".
وبعد الغارة على حلفايا، ارتفعت الاحد الى 174 قتيلا حصيلة اعمال العنف في سوريا بحسب حصيلة غير نهائية نشرها المرصد بينهم 108 مدنيين.
وقال المرصد ان اشتباكات عنيفة دارت الاحد في انحاء مختلفة من سوريا رافقها قصف عنيف بالمدفعية والطائرات. وتعرضت للقصف خصوصا مناطق في ريف دمشق ومحافظات حمص وحلب، وحماة. كما شهدت محافظات درعا واللاذقية والرقة ودير الزور اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.
والسبت قتل 117 شخصا في اعمال عنف شهدتها مناطق عدة من سوريا بحسب حصيلة جديدة اوردها المرصد الاحد. وبين القتلى 53 جنديا و35 مقاتلا معارضا.
وذكرت وكالة الانباء الاردنية ان شابا سوريا في ال21 من العمر قتل الاحد برصاصة في الرأس اثناء فراره الى داخل الاراضي الاردنية.
وفي القاهرة، دعا نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية وزكريا الاغا مسؤول دائرة اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، الى "تجنيب الفلسطينيين في سوريا مخاطر التهجير والنزوح جراء الاقتتال الدائر حول المخيمات الفلسطينية" وخصوصا مخيم اليرموك بدمشق.
وناشد الامين العام "السلطات السورية وكافة الاطراف المتنازعة الالتزام بمسؤولياتها تجاه المحافظة على امن اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الحماية لهم وتجنيبهم مخاطر الانزلاق في الصراع الدائر في سوريا".
والاحد، اكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان الجيش السوري لم يتدخل عسكريا في الاحداث الدموية التي شهدها الاسبوع الماضي مخيم اليرموك مشددا على انه "لا يجوز زج المخيمات في هذه المسألة".
واكد ان "الامور بالمخيم عادية والاهالي طردوا المسلحين واستقر وضع المخيم".
وكانت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اعلنت من جنيف الاربعاء ان نحو 100 الف فلسطيني من زهاء 150 الفا يقيمون في المخيم، نزحوا جراء اعمال العنف التي شهدها المخيم الاسبوع الماضي. وبدأ الاف منهم العودة الى منازلهم بعد ايام.