أكد المتحدث الإعلامي بإدارة التربية والتعليم بجدة عبدالمجيد الغامدي توجيه الإدارة بتشكيل لجنة للتحقيق في وفاة طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة في إحدى المدارس الحكومية بحي الصفا بجدة إثر تعرضه لحالة اختناق حاد بجوار دورات المياه، مشيرا إلى أن مهمة اللجنة هي معرفة ما إذا كان هناك قصور أو إهمال أدى للوفاة.
وأشار إلى أن نتائج التحقيق ستظهر في أقرب وقت، وذكر أن الطالب المتوفى -رحمه الله- من ذوي الاحتياجات الخاصة ولديه مشكلات صحية في التنفس؛ حيث انه يستخدم أنبوبا في الحنجرة وتعرض لأزمة في التنفس وتم الاتصال فورا بالهلال الأحمر من قبل إدارة المدرسة وكذلك بولي أمر الطالب قبل نقله إلى مستشفى الجدعاني.
ونقل الغامدي خالص عزاء ومواساة الأسرة التعليمية بجدة إلى ذوي الطالب وأسرته جميعا داعين له بالمغفرة والرحمة.
ومن جهته أكد الدكتور إبراهيم الحسن الذي استقبل حالة الطفل عبدالله لـ»المدينة»: أن الطفل الراحل أتى إلى المستشفى قرابة الظهيرة وقد وافته المنية وبعد الكشف عليه ومعرفة سبب الوفاة تبين أنه تعرض لحالة اختناق حاد تسببت في توقف القلب وهبوط في الدورة الدموية مما أدت إلى تعرضه لسكتة دماغية فورا.
وأوضح إن الطفل لديه عيب خلقي في مجرى التنفس «في الحنجرة» ويستلزم أخذه أنبوبا يوضع في حنجرته لتسهيل عملية التنفس، مشيرا إلى أن أي شخص يستعمل ذلك الأنبوب يعاني من عدم وصول الأكسجين إلى الجسم بشكلٍ طبيعي.
وبين الحسن أنه في مثل تلك الحالة يحتاج الشخص إلى العناية الفائقة لأن مجرى الأنبوب قد يسد بمجرد بعض اللعاب الخارج من الفم أو العوامل البيئية المختلفة ويحتاج إلى سرعة تنظيفه وإعادته إلى مكانه، مشيرا إلى انه لا يتم صرف الأنبوب من أي مستشفى إلا بعد أن يحصل الشخص على معلومات وإرشادات لاستخدامه بشكل سليم.
وشدد الحسن على أن الأمر يستلزم التحقيق ويجب أن تقيم وزارة التربية والتعليم نظام الوحدات الصحية أو الرعاية بداخل أسوار المدرسة لخدمة الطلاب وبالأخص فئة ذوي الاحتياجات الخاصة لعدم مقدرتهم على خدمة أنفسهم أو التعبير عما يحتاجون إليه.
وأكد أنه يجب ألا يترك الطفل المعاق مهما اختلفت إعاقته وحيدا يذهب إلى دورات المياه أو إلى المقصف المدرسي من دون مراقبة أولية ومتابعة جيدة من القائمين عليه داعيا إلى التعامل مع ذوي الإعاقة بحرص إنساني واحتساب للأجر عن ذلك من الله تعالى.
وفي لقاء مع والد الطفل عبدالله خالد قال لـ»المدينة»: «لا ألقي اللوم على أي أحد وهذا الأمر من عند الله وليس لنا فيه إلا ان نرضى بحكمه»، مشيرا إلى أنه تم الاتصال به من قبل إدارة المدرسة التي وقعت بها الوفاة وحين خروجه والتوجه إلى المدرسة لم يستطع اللحاق بولده الراحل بسبب الزحام الكثير مما حرمه رؤيته قبل ان يفارق الحياة.
وأشار إلى أن إدارة المدرسة اتصلت بفريق الهلال الأحمر الذي حاول ان يتدارك حالة الطفل لكن المنية وافته قبل الوصول اليه وبعد ذلك تم نقل ولده إلى مستشفى (الجدعاني) بجدة بعد أن فارق الحياة.