اعتبر الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين، أن تجربة المسؤولية الاجتماعية في السعودية من قبل المؤسسات الأهلية وصلت مرحلة النضج في ظل مسيرة التنمية الشاملة التي تعيشها البلاد.
وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين، أن الجمعية تعتز بشراكتها مع عدد من المؤسسات الوطنية العملاقة، ومن ضمنها البنوك المحلية، مرجعا ذلك إلى حرص تلك الجهات على تطوير الشراكات المبرمة بينها وبين الجمعية بما يحقق أهداف جميع الأطراف، مشيرا إلى استمرارية بعض اتفاقيات التعاون لأكثر من عشرين عاما.
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان خلال رعايته أمس السبت حفل تكريم بنك «الرياض» لتبنيه عددا من المبادرات لدعم رسالة جمعية الأطفال المعاقين، أن الجمعية تتطلع إلي توسيع دائرة تعاونها مع المزيد من المؤسسات والشركات بما يتيح لتلك الجهات أداء دورها في مجال خدمة المجتمع من جهة، والمساهمة في مساندة مشاريع الجمعية وخططها من جهة أخرى، لإيصال خدماتها إلى عدد من المناطق، مشيرا إلى أن البنوك المحلية تؤدي إلى جانب دورها الرائد في مسيرة التنمية الاقتصادية دورا لا يقل تميزا في مجال المسؤولية الاجتماعية والعمل الخيري وفقا لرؤية واستراتيجية طويلة المدى تعكس قناعة القائمين على هذا الصرح برسالته ومكانته، مشيدا بالشراكة المثالية بين هذا الصرح الاقتصادي الوطني وبين الجمعية كرمز من رموز العمل الخيري في السعودية.
وقال: «البنوك استفادت من الاستقرار الاقتصادي للدولة ومداخيلها مرتفعة، والبنوك عليها واجب من ناحية المسؤولية الإنسانية بالإضافة إلى الاجتماعية، ونرى أنه عندما تتفاعل البنوك مع الأعمال الخيرية المنظمة والتي لها ثقة ومصداقية فإننا نسعد بذلك من خلال تسلم تلك المداخيل من برامج متعددة سواء من البنوك أو من خلال المساهمة بأعمال الجمعية من خلال إمدادها بالحافلات أو المساهمات المادية على مستوى المناطق».
وأشار الأمير سلطان، إلى أنه في ظل التوسع الذي تشهده الجمعية الآن، يحتم علينا أيضا التوسع بالدعم المادي، وقريبا سوف نضع حجر الأساس لمشروع الجمعية في جيزان وهو من المشاريع الحديثة للجمعية، وسوف نفتتح هذا العام 2013 عددا من مشاريع الجمعية التي شارفت عملياتها الإنشائية على الانتهاء، وأن جميع تلك الأمور تحتاج إلى الدعم والتوسع في ظل توسع الأعمال للمؤسسات الخاصة والبنوك ونمو أرباحها، معتبرا تلك النقطة هي المعادلة الحقيقية من الناحية التكاملية بين مؤسسات النفع العام والقطاع الخاص في السعودية.
واستبشر الأمير سلطان بن سلمان خيرا بانضمام عدد من أعضاء الجمعية في التشكيل الجديد لعضوية مجلس الشورى الذين سيقومون بعمل إنجازات كبيرة تجاه المعاقين واحتياجاتهم، مشيرا إلى مشروع الوصول الشامل الذي تم رفعه مؤخرا إلى المقام السامي وتمت إحالته إلى مجلس الوزراء وتمت دراسته والتوقيع عليه، سيصدر قريبا، مبينا أن تأكيد خادم الحرمين الشريفين على الموافقة على هذا المشروع لم تأخذ أكثر من أسبوعين.
وزاد: «لو طلب مني أن أقدم قوائم على ما تم من هذه الدولة من دفع سريع لقضايا المعوقين لقدمت كشف حساب حول تحرك الدولة السريع بجميع القرارات المتعلقة بالمعاقين وخدماتهم، مساعداتهم ومسارات تطوير الأعمال بالإضافة إلى الدعم الذي نجده من مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة»، مؤكدا على أن الإنجازات المقبلة ستكون كبيرة في هذا المجال، من ضمنها مشروع الوصول الشامل».
من جانبه أكد المهندس راشد الراشد رئيس مجلس إدارة بنك «الرياض» خلال تسليمه لجمعية الأطفال المعوقين شيكا بمبلغ 7 ملايين ريال في مقر الجمعية أمس، على أن البنك أسهم وما زال يسهم في دعم جمعية الأطفال المعاقين ماديا ومعنويا لكونها تعمل بتركيز لخدمة هذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعا، مثمنا الدور الكبير الذي يلعبه الأمير سلطان بن سلمان وتبنيه لهذه الفئة وما يبذله من وقت وجهد في متابعة تطور الجمعية وانتشارها لخدمة أبناء وبنات الوطن.
إلى جانبه، قال طلال القضيبي الرئيس التنفيذي لبنك «الرياض» إن دعم البنك لجمعية الأطفال المعوقين لا يقتصر فقط على هذه التبرعات إنما امتد إلى المشاركة وتقديم الرعاية لمختلف المحافل الهادفة مثل مهرجان القرية التراثية الخيرية الثامن كأحد الأنشطة الهادفة إلى دمج الأطفال المعوقين في المجتمع كأفراد فاعلين فضلا عن دعمهم لبطاقات المعايدة التي تنتجها الجمعية لعدة أعوام متتالية، متطلعا إلى تقديم ما يلبي احتياجات هذه الفئة الغالية والتمكن من تهيئة البيئة الملائمة لتنشئتهم ورعايتهم وفق أعلى المعايير وبما يعود بالأثر الإيجابي على نفوسهم من خلال تعاوننا البناء مع جمعية الأطفال المعوقين.