اعرب وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في فيينا الخميس عن تفاؤله الشديد ازاء نتائج المفاوضات المقبلة مع القوى العظمى حول برنامج ايران النووي بعد الاجتماع الذي عقده الطرفان في كازاخستان.وقال صالحي للصحافيين "انا متفائل جدا بشان النتائج. ستكون النتيجة في نهاية المطاف في صالح الجانبين. الامور وصلت الى منعطف واعتقد ان اجتماع الماتي سيكون علامة فارقة".

واتفقت القوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين اضافة الى المانيا) الاربعاء على اجراء محادثات جديدة اعتبارا من منتصف اذار/مارس بشان البرنامج النووي الايراني بعد يومين من المحادثات التي تميزت باشارات "ايجابية" في الماتي في كازاخستان.

وبعد الاجتماع الاول الذي دام قرابة ثلاث ساعات الثلاثاء، عادت القوى الكبرى وايران الاربعاء الى الاجتماع لاكثر من ساعة بقليل حيث جرت مفاوضات على مستوى سياسي لم تؤد الى اي اختراق على ما يبدو.

وقال رئيس فريق المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي في مؤتمر صحافي "لقد اتفقنا على عقد اجتماع للخبراء في اسطنبول في 18 اذار/مارس سيليه اجتماع بين دول مجموعة 5+1 وايران في الخامس والسادس من نيسان/ابريل في الماتي".

وفي طهران ردا على سؤال حول عقد هذه اللقاءات الجديدة، اعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد انه "اتفاق جيد" في حدود انه "من الافضل ان نتفاوض بدلا من ان نتنازع".

واشار جليلي الى ان "بعض المواقف لمجموعة 5+1 اكثر ايجابية مقارنة بتلك التي تم التعبير عنها في السابق".

من جهته رأى وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان المباحثات في كازاخستان حول ملف ايران النووي بين طهران والدول العظمى كانت "مفيدة"، داعيا ايران الى ان تدرس بطريقة جدية المقترحات الجديدة.

وقال كيري خلال مؤتمر صحافي عقده في باريس الاربعاء في ختام لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس ان "المباحثات كانت مفيدة".

واضاف "ننتظر ان تدرس ايران بجدية المقترحات التي قدمتها مجموعة 5+1 والتي من شأنها ارساء الثقة"، مؤكدا انه "اذا تعهدت ايران بجدية وآمل في ان تفعل ذلك سيفتح هذا المجال لمفاوضات تفضي الى اتفاق شامل على الاجل الطويل".

واقترحت مجموعة 5+1 "خفض بعض العقوبات حول تجارة الذهب وتلك المتعلقة بالصناعة البتروكيميائية وبعض العقوبات المصرفية" مقابل تنازلات تقدمها طهران، بحسب مصدر في هذه المجموعة.

بدوره قال رئيس فريق المفاوضين عن روسيا نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، ان لقاء الاربعاء كان "مفيدا".

واعربت كاثرين اشتون وزيرة الخارجية الاوروبية المكلفة الاتصال بطهران باسم مجموعة 5+1، عن املها الاربعاء في "رد ايجابي" من طهران على عرض القوى الكبرى.

وقالت اشتون في مؤتمر صحافي "آمل ان ينظر الجانب الايراني بطريقة ايجابية الى العرض الذي قدمناه له. ان هذا الاقتراح يهدف الى بناء الثقة والسماح لنا بالتقدم" نحو حل دبلوماسي لازمة البرنامج النووي.

وفي نظر جليلي، فان ممثلي الدول الكبرى "حاولوا تقريب وجهات نظرهم من وجهات نظر ايران حول بعض النقاط"، كما قال.

لكنه اشار الى ان ايران ترفض اقفال موقع التخصيب في فوردو المبني تحت الارض والذي يصعب تدميره بهجوم عسكري، مؤكدا انه "قانوني وتحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وقال ان "تخصيب اليورانيوم بنسبة 5 بالمئة او 20 بالمئة حق لايران. نقوم بالتخصيب بحسب حاجاتنا".

واثناء الاجتماع المتوقع في اسطنبول "سيدرس خبراء الطرفين كيف يمكن للمبادرات المتبادلة ان تتم لكي تكون متوازنة".

وعلى الرغم من ان عرض مجموعة 5+1 يتضمن تخفيفا للعقوبات، الا انه يجدد الطلب الذي تقدمت به لايران خلال اللقاء في بغداد في بداية 2012، اي "وقف تخصيب (اليورانيوم) بنسبة 20 بالمئة واقفال موقع فوردو وارسال مخزون اليورانيوم المخصب حتى نسبة 20 بالمئة" الى الخارج.

وتبنى مجلس الامن الدولي ستة قرارات ضد ايران تضمنت اربعة منها عقوبات.

وقررت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي ايضا في 2012 سلسلة عقوبات ضد قطاعي الطاقة والمصارف في ايران ما خفض بنسبة 40 بالمئة عائدات البلد النفطية ومنع اي تعاملات مصرفية مع العالم الخارجي.

وتعود اخر جولة من المفاوضات الى حزيران/يونيو 2012 في موسكو عندما عرضت طهران مقترحاتها الخاصة التي تطلب من خلالها الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم.

وتشدد ايران على ان التخصيب بنسبة 20 بالمئة يستخدم لانتاج وقود لمفاعلها للابحاث في طهران الذي ينتج نظائر طبية تستخدم ضد السرطان، بينما تتهمها الدول الغربية واسرائيل بالسعي الى صنع السلاح الذري تخت غطاء برنامجها النووي السلمي.