أجرت المعارضة السورية اليوم أول تجربة انتخابية محلية لها بانتخاب مجلسين محليين لحلب -ثاني أكبر المدن السورية- جرت في جنوب تركيا وشارك فيها أكثر من 170 سوريا من الهيئة العامة لحلب، بحضور دبلوماسيين عرب وغربيين.
ويضم المجلس الأول لمدينة حلب 25 شخصا، أما المجلس الثاني فللمحافظة ويضم 29 شخصا، وجرت الانتخابات في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا بحضور أعضاء من الائتلاف الوطني لقوى المعارضة ورئيسه أحمد معاذ الخطيب.
وقال الخطيب خلال كلمة له أثناء الانتخابات "إن هناك إرادة دولية تقضي بأن يبقى في سوريا طرفان يتصارعان ليضعف كلاهما وفي النهاية ثمة حل وفق ما ترتضيه هذه الإرادة الدولية"، مؤكدا أن "الحل سيكون بيد الشعب السوري".
من جهته قال أحمد عزوز أحد الفائزين في مجلس مدينة حلب إن "التجربة في الانتخابات والتوافقات التي حصلت بين المرشحين كانت مثيرة للاهتمام".
وأضاف "نحن مجتمعات محلية نحتاج لتغيير العقليات في التعاطي، لكن رغم الصعوبات اجتزنا منعطفات وخرجنا بمجلس لديه مسؤوليات وتحديات ليست قليلة ضمن الأوضاع الراهنة ونريد تحقيق الخدمات وإغاثة السكان والعمل قدر المستطاع على تلبية احتياجات الناس المتضررين".
يذكر أن سكان محافظة حلب (مدينة وريف) يشكلون 25% من سكان سوريا الذين يقترب تعدادهم من 25 مليون نسمة، في حين تشكل المحافظة حوالي 40% من حجم الصادرات السورية و35% من الموازنة العامة للحكومة.
واعتبر مراقبون ودبلوماسيون غربيون وعرب حضروا الانتخابات أن تجربة اليوم تعتبر الأكبر والأولى من نوعها بالنسبة للسوريين ويعول عليها لتكون نموذجا لباقي المناطق "المحررة" إذا نجحت التجربة في حلب، وتؤكد قوى المعارضة أن أكثر من 70% من محافظة حلب يسيطر عليها الجيش الحر حاليا.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن أن قوات النظام سيطرت على قرية تل شغيب جنوب شرق مدينة حلب الجمعة وأعادت فتح خط إمداد إلى أكبر مدن سوريا حيث تقاتل قوات الجيش الحر منذ ثمانية اشهر.
ونبّه المرصد إلى أهمية الطريق وقال إنه ممر حيوي لقوات النظام التي فقدت السيطرة على جزء من الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب، واعتبر رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المؤيد للمعارضة ومقره بريطانيا أن هذا المكسب مهم للنظام.