طمأنت المؤسسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق المواطنين والمقيمين من المخاوف المتعلقة بنقص كميات الدقيق قبل دخول موسمي رمضان والحج، معلنة استعدادها منذ وقت مبكر لسد حاجات منطقة مكة المكرمة بالذات، من مادة الدقيق وتوفيره بكميات تزيد عن الحاجة الفعلية للمستهلكين خلال موسم شهر رمضان, وقد نتج عن ذلك التوفير ما يزيد عن 900 ألف كيس من الدقيق زنة 45 كجم في مستودعات فرع منطقة مكة المكرمة، خلافاً للإنتاج اليومي لمواجهة أي طلبات إضافية أو طارئة.
وأوضح لـ «الجزيرة» مدير فرع المؤسسة في منطقة مكة المكرمة المهندس علي سنقوف، أن توفير هذه السلعة المهمة هو محمل اهتمام الإدارة العليا للمؤسسة، إذ تم مناقشة هذا الموضوع خلال اجتماع مجلس إدارة المؤسسة الذي عقد بفرع المؤسسة بمنطقة حائل برئاسة معالي وزير الزراعة رئيس مجلس الإدارة الدكتور فهد بالغنيم, وبحضور معالي مدير عام المؤسسة المهندس وليد عبدالكريم الخريجي وأعضاء المجلس.
وأكد المهندس سنقوف أن معدل الطلب على الدقيق بأنواعه كافة يزيد في شكل ملحوظ خلال هذا الموسم نتيجة لزيادة عدد المعتمرين, وكذلك زيادة استهلاك المواطنين لهذه المادة المهمة للقيام بعمل بعض الأكلات الشعبية والتي يعد الدقيق المكون الرئيس لها.
وفي سؤال لـ»الجزيرة» حول غياب التكدس الكبير الذي كان يشهده الفرع من قبل المراجعين وطول فترة الانتظار للحصول على كميات الأعلاف والدقيق، أوضح مدير الفرع أن المؤسسة قامت بإعداد تنظيم محكم باستخدام الحاسب الآلي ويتم بموجبه تحديد مواعيد لمراجعة عملاء الفرع والحصول على طلباتهم بكل يسر وسهولة من دون الحاجة إلى قضاء وقت للانتظار, إذ حدد لكل متعهدي الدقيق أيام ومواعيد محددة للصرف، أما عملاء الأعلاف من مربي الماشية فيتم إصدار مواعيد مطبوعة لصرف الحصة, وبالتالي حضور العميل والحصول على الخدمة في الشكل المناسب وفي وقت قياسي ودون عناء أو تأخير.
وحلول المخاوف من نقص كميات الدقيق في موسم رمضان وموسم الحج، طمأن المهندس سنقوف المواطنين والمقيمين بأن هناك مخزوناً كبيراً يفي بمتطلبات المنطقة من مادة الدقيق يبدد أي مخاوف، كما أن فروع المؤسسة الأخرى لديها فائض كبير يمكن تحويله لفرع منطقة مكة المكرمة متى ما دعت الحاجة، إضافة إلى الحصص المقرر صرفها للمتعهد من الدقيق هي كمية معلومة، ومن ثم قامت المؤسسة بالتخطيط المسبق لتأمينها سواء من إنتاج الفرع أو من خلال التحويلات من الفروع الأخرى, وبإذن الله لن يكون هناك أي مخاوف من نقص لإمداد المستهلكين بالدقيق.
وبشأن المطالبة بزيادة الطاقة الإنتاجية للصوامع في منطقة مكة المكرمة لمواجهة الطلب المتزايد، أوضح مدير الفرع أن الإدارة العليا للمؤسسة تنبهت إلى الحاجة إلى زيادة الطاقة الإنتاجية لفرع منطقة مكة المكرمة، ولعل برامج التحديث ورفع الطاقة الإنتاجية المتوالية للمطاحن عززت قدرة الفرع للوفاء بتأمين الجزء الأكبر من حاجات المنطقة والتي كان آخرها رفع الطاقة الإنتاجية للمطحنة الرابعة من 300 طن قمح في اليوم إلى 450 طن قمح يومياً، مما أوصل الطاقة الإنتاجية للفرع إلى 2580 طن يومياً, إضافة إلى استبدال جميع مكائن الرص للدقيق، كما أنه جار العمل لزيادة السعة التخزينية لصوامع القمح بإقامة صوامع جديدة بطاقة تخزين 140 العرض متري، بالإضافة الصوامع الموجودة مسبقاً وطاقتها التخزينية 120 ألف طن قمح.
وفي ما يتعلق بالتوقعات لزيادة أسعار الدقيق ومشتقاته، أوضح المهندس سنقوف بأن الدولة -أيدها الله- حريصة على دعم كل ما من شأنه توفير العيش الكريم للمواطن والمقيم على أرض هذه البلاد المباركة، ولعل من يتتبع أسعار القمح والدقيق في العالم يلاحظ أن أسعار الدقيق في المملكة هي الأقل في العالم بسبب الدعم الكبير الذي تقوم به الدولة، إذ إن أسعار الدقيق ومشتقاته ثابتة منذ ما يزيد عن 30 سنة لم تتغير، ولعل القيمة المتدنية هي من الأسباب الرئيسة لمحاولة تهريب الدقيق من بعض ضعاف النفوس إلى بعض الدول المجاورة, إضافة إلى إتجاه بعض أصحاب الماشية لاستخدامه علفاً للمواشي لتدني أسعاره مقارنة بالأعلاف الأخرى.
وبين مدير فرع منطقة مكة بأن المؤسسة لديها مشروع متكامل في محافظة الجموم بمنطقة مكة المكرمة يضم صوامع التخزين بسعة تخزينية 250 ألف طن ومطحنة لإنتاج الدقيق بطاقة 1200 طن في اليوم، ويقع المشروع على أرض مساحتها 963 ألف متر مربع، ونتوقع بدء الإنتاج في نهاية العام الجاري, الامر الذي سيساهم في دعم فرع جدة لتغطية حاجات المنطقة بالكامل وستتوقف التحويلات من الفروع الأخرى, إذ ستكون السعة التخزينية في المنطقة 510 ألف طن متري وطاقة المطاحن الإنتاجية 3780 طن قمح في اليوم بقدرة إنتاجية 67 ألف كيس دقيق زنة 45 كجم يومياً.