وسط حالة الغضب التي خلفتها تصريحات السفيرة الأمريكية في القاهرة، آن باترسون، دافعت من خلالها عن العلاقة بين واشنطن وجماعة "الإخوان المسلمين"، ودعوتها للجيش المصري بعدم التدخل في الشؤون السياسية، نشرت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل مصور قالت إنه يظهر سفيرة الولايات المتحدة أثناء مغادرتها منزل خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة الحاكمة في مصر.
وفي تعليق لها على تقارير أفادت باحتمال تدخل الجيش المصري لاستعادة السلطة من جماعة الإخوان المسلمين، في حالة إذا ما خرجت الأوضاع عن السيطرة، أثناء الاحتجاجات التي تعتزم قوى المعارضة تنظيمها في 30 يونيو/ حزيران الجاري، طالبت السفيرة الأمريكية قادة الجيش بـ"الابتعاد" عن العملية السياسية، وشددت على قولها "لا نوافق تماماً على الحكم العسكري.. ومصر يجب أن تكون دولة مدنية."
إلا أن باترسون ذكرت، بحسب التصريحات التي أوردها التلفزيون الرسمي على موقعه "أخبار مصر"، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن "الجيش المصري له علاقات جيدة مع الإدارة الأمريكية، وكان على قدر المسؤولية في مرحلة ما بعد الثورة"، كما اعتبرت أن "الإهانات التي تعرض لها المجلس العسكري، خلقت حالة من الخوف، ورغبة في ألا يضعوا أنفسهم في نفس الموقف مرة أخرى."
وفيما لم يمكن لـCNN بالعربية الحصول على رد رسمي من الجيش المصري على ما ذكرته السفيرة الأمريكية، كما خلت صفحة المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، العقيد أحمد محمد علي، على موقع "فيسبوك"، من أي إشارة إلى تلك التصريحات، فقد أكد مصدر عسكري، أن "القوات المسلحة لا تقبل الضغوط، أو التدخل في شؤونها الداخلية من أي أطراف خارجية، بذريعة الديمقراطية."
وأكد المصدر العسكري، في تصريحات لفضائية "العربية" الخميس، دون أن تكشف عن هويته، أن "قرار القوات المسلحة للدفاع عن مقدرات الوطن، وتطلعات الشعب المصري، نابع من مبادئ عملها الوطني، وإنها تلتزم في ذلك بمعايير الشرعية، إلا في تعارضها مع إرادة الشعب، ورؤيته نحو التغيير والإصلاح"، دون أن يتطرق إلى موقف الجيش من الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الرئيس محمد مرسي.
كما أعلنت السفيرة الأمريكية، في خطاب لها بمركز "ابن خلدون" للدراسات الإنمائية، حصلت CNN بالعربية على نسخة منه، رفض بلادها لاحتجاجات المعارضة، بقولها: "البعض يقول إن عمل الشارع سوف يأتي بنتائج أفضل من الانتخابات في مصر.. ولأكون صادقة معكم، فإن حكومتي، وأنا شخصياً لدينا شك عميق"، وتابعت بقولها إن "العنف في الشوارع سيضيف أسماء جديدة على قوائم الشهداء."
وقد أثارت تلك التصريحات ردود فعل غاضبة من جانب بعض قوى المعارضة والحركات الثورية، حيث اعتبر "التيار الشعبي" أن تصريحات السفيرة الأمريكية تُعتبر "تدخلاً مباشراً في الشأن الداخلي المصري"، بينما اتهمها حزب "الجبهة الديمقراطية"، بأنها "تحاول إعادة دور المندوب السامي في مصر"، والذي انتهى مع انتهاء الاحتلال البريطاني لمصر، بداية النصف الثاني من القرن الماضي.