أعلن باحثون أن دراسة، لا تزال في مرحلة مبكرة، أظهرت أن مصلا تجريبيا قد يكون قادرا على ترويض أجزاء من الجهاز المناعي لدى المصابين بمرض السكري من النوع الأول، ما يبعث أملا في أسلوب جديد لتأخير أو منع المرض المرتبط بالمناعة الذاتية.
وتسببت محاولات سابقة في قمع أجزاء مهمة من النظام المناعي، ما ترك المصابين في وضع ضعيف أمام الإصابة بالعدوى والسرطان.
وتحاول فرق عديدة الآن تجربة أساليب أكثر تحديدا في أهدافها سعيا لتأخير مرض السكري من النوع الأول أو الشفاء منه.
ويترتب على المصابين بهذا النوع من السكري الآن مراقبة مستوى السكر في الدم وتعاطي الأنسولين عدة مرات في اليوم. لكن العلاج بالأنسولين يحمل مخاطر عدة، إذ يمكن أن يسبب غيبوبة أو يؤدي إلى الموت في أي وقت، ويمكن أن يتسبب في أمراض القلب وتلف الأعصاب والعمى والفشل الكلوي مع مرور الوقت.
وقال ريتشارد إينسل، كبير المسؤولين العلميين في مؤسسة بحوث السكري لدى صغار السن "ما يريد المرء عمله فعلا هو ترويض أو تنظيم أقسام معينة من الجهاز المناعي التي تصاب بتوعك، وعدم المساس بباقي الجهاز المناعي".
وفي أحدث بحث في هذا المجال، وهو الذي نشر في مجلة "ساينس" للطب المتعدد، الأربعاء، اختبر فريقان من المركز الطبي بجامعة "ليدن" في هولندا، ومن جامعة "ستانفورد" في كاليفورنيا مصلا انتج بالهندسة الوراثية لإغلاق خلايا الجهاز المناعي التي تسبب الضرر فقط، في حين يترك باقي الجهاز المناعي سليما.
وقال لورانس ستينمان البروفسور بجامعة "ستانفورد"، وأحد كبار واضعي الدراسة والمشارك في تأسيس شركة "تولريون" حديثا بغرض تسويق المصل "الفكرة هنا هي إغلاق الخلايا المناعية المارقة فقط التي تهاجم البنكرياس وتقتل خلايا بيتا التي تفرز الأنسولين".
وشملت الدراسة 80 فردا شخصت إصابتهم بالسكري من النوع الأول، ويتناولون جرعات من الأنسولين.
وصممت الدراسة لاختبار مدى سلامة المصل المعروف باسم تي.او.ال-3021. ويتألف المصل المعروف باسم مصل الحمض النووي الديوكسي من قطعة دائرية صغيرة من الحمض النووي تسمى البلازميد، أنتجت بالهندسة الوراثية لإضعاف رد الفعل المناعي على الأنسولين والحفاظ على خلايا بيتا المنتجة للأنسولين.
ويستهدف المصل بروتينا في الدم يسبق ظهور الأنسولين ويسمى برو أنسولين. وقال ستينمان "إنها سلسلة معقدة من عمليات القص والقطع في الحمض النووي تسلب القدرة على حفز الجهاز المناعي".
وبعد 12 أسبوعا من تناول جرعات تعطى مرة كل أسبوع، أظهر المرضى الذين حصلوا على المصل إشارات على أن الجرعات ساعدت في الحفاظ على بعض خلايا بيتا المتبقية في البنكرياس، دون التسبب في أعراض جانبية خطيرة.
ورخصت جامعة "ستانفورد" بحقوق المصل لشركة "تولريون" ومقرها كاليفورنيا، وهي التي تصمم دراسة أوسع تشمل ما يصل إلى 200 مريض لاختبار ما إذا كان المصل يمكنه إبطاء أو وقف تقدم المرض عند المرضى الصغار قبل أن يلحق بهم ضرر أكبر يتجاوز إمكانية التعامل معه.
والعمل جزء من جهود عديدة تهدف إلى تطوير مصل للسكري من النوع الأول. ويمكن لمثل هذا المصل أن يساعد المرضى على الحفاظ على ما تبقى لديهم من خلايا بيتا، ومنحهم سيطرة أفضل على مرضهم وربما منحهم القدرة على الاستغناء عن الأنسولين.
ويكمن الأمل في أن يمكن في نهاية الأمر تطوير مصل فعال يعطى للأفراد ذوي الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن نحو عشرة في المائة من 350 مليون مريض بالسكري في العالم مصابون بالنوع الأول. وأغلب المرضى مصابون بالنوع الثاني المرتبط بالسمنة وقلة أداء التمارين الرياضية.