طمأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إسرائيل يوم الأحد على فعالية الاتفاق الأمريكي الروسي لإزالة الأسلحة الكيماوية السورية محاولا تبديد قلقها من أن تجد ايران غياب العزم عاملا يشجعها على المضي قدما في برنامجها النووي.

وقال كيري بعد محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لا يمكن أن نركن الى كلمات جوفاء في التعامل مع الشؤون الدولية لأن ذلك يؤثر على كل القضايا الأخرى سواء أكانت إيران أم كوريا الشمالية أم غيرهما."

وأطلع كيري رئيس الوزراء الاسرائيلي على ما وصفه "بأوسع عمليات ازالة الأسلحة الكيماوية نطاقا على الإطلاق" بعد أن قال نتنياهو ان الحكم على الاتفاق سيستند الى ما اذا كان سيؤدي الى "التدمير الكامل" للترسانة الكيماوية.

وكان المسؤولون الاسرائيليون قد عبروا في احاديث خاصة عن استيائهم من أسلوب الرئيس الامريكي باراك اوباما في معالجة الازمة السورية إذ يخشون ان تجد ايران في عدم تنفيذ التهديد بالعمل العسكري ما يشجعها على المضي قدما في نشاطها النووي.

وقال نتنياهو بعد محادثاته مع كيري "يجب تجريد النظام السوري من جميع أسلحته الكيماوية وهذا سيجعل منطقتنا بالكامل أكثر أمنا."

واضاف "التصميم الذي أظهره المجتمع الدولي تجاه سوريا سيكون له أثر مباشر على إيران راعية النظام السوري. يجب أن تدرك طهران عواقب تحديها المستمر للمجتمع الدولي بسعيها لامتلاك أسلحة نووية."

وقال كيري وهو يقف الى جانب نتنياهو إن الاتفاق الاطاري الذي توصل اليه مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في جنيف يوم السبت "قادر تماما على ... نزع جميع أسلحة سوريا الكيماوية".

وأكد كيري مجددا ان الخيار العسكري ما زال قائما في حالة عدم التزام الرئيس السوري بشار الأسد بالاتفاق.

ويطالب الاتفاق الأسد بالكشف عن ترسانته من الأسلحة الكيماوية خلال أسبوع والسماح للمفتشين الدوليين بالقضاء عليها كلها بحلول منتصف عام 2014.

وقال كيري "لجوء نظام الأسد بكل فظاعة الى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد رجال ونساء وأطفال أبرياء من مواطنيه .. جميعهم قتلوا دون تمييز في جوف الليل أمر غير مقبول". وكان كيري يشير الى الهجوم الذي وقع في 21 أغسطس آب وتقول واشنطن انه قتل أكثر من 1400 شخص.

وأضاف "قلنا بوضوح لا لبس فيه ان هذا الأمر يجب ألا يحدث مرة أخرى أبدا. هذا البلد (إسرائيل) يفهم عبارة -مرة أخرى أبدا- ربما أكثر من أي أحد آخر" في إشارة الى المحرقة النازية.

وجدد نتنياهو دعوته "لتهديد عسكري جدي" دعما للعقوبات والجهود الدبلوماسية التي تستهدف الحد من برنامج ابران النووي. وتقول إيران ان نشاطها النووي سلمي تماما.

ودافع أوباما في مقابلة مع تلفزيون (ايه.بي.سي.) عن أسلوب معالجته للأزمة السورية.

وقال أوباما أيضا انه تبادل الرسائل مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني بخصوص الوضع في سوريا وأضاف إن طهران تدرك ان احتمال امتلاكها للسلاح النووي "قضية أكبر بكثير" بالنسبة للولايات المتحدة.

وكان نتنياهو لمح في وقت سابق الى امكانية توجيه ضربات عسكرية اسرائيلية لايران اذا أخفقت العقوبات الغربية والدبلوماسية في الحد من طموحات طهران النووية.

وقال "على اي حال يتعين على اسرائيل ان تكون مستعدة وجاهزة للدفاع عن نفسها بنفسها ضد اي تهديد - وهذه القدرة والاستعداد هما الان اهم من اي وقت مضى."

ودعا نتنياهو طهران الى تسليم جميع مخزوناتها من اليورانيوم المخصب فوق مستوى 3.5 في المئة ووقف اي عملية تخصيب لليورانيوم لمستوى اعلى يصلح لصنع اسلحة نووية.

ومن المعتقد على نطاق واسع ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك ترسانة نووية.

من جيفري هيلر ووارين ستروبيل