منحت جائزة نوبل اليوم (الخميس) إلى الروائية الكندية أليس مونرو (83 عاماً) التي وصفت بأنها «سيدة فن الأقصوصة الأدبي المعاصر».

وهي أول كندية تفوز بنوبل الآداب والمرأة الـ13 التي تدون اسمها في سجل هذه الجائزة.

أليس مونرو وعالمها القصصي

انطلقت من حياة البلدة الصغيرة لتحيط بالوضع البشري مثل الأميركيين وليم فوكنر وجون أبدايك. لا بالرواية الكبيرة التي حلمت بها، بل بقصص من اثنتين وعشرين صفحة، ثلاث وخمسين صفحة أو سبع وسبعين صفحة. اقتربت الكندية أليس مونرو، من الرواية الصغيرة، لكنها لم تبلغها. ولم تستطع الكتابة إلا حين توقفت عن التفكير بالرواية الكبيرة. بقيت تكتب سراً وترسل المخطوطات إلى الناشرين لترفض وتعاد إليها. خمسة عشر عاماً تكتب وتُرفض لتكتب وترفض إلى أن جلست في السابعة والثلاثين في مكتبة زوجها. كتبت من دون هاجس هذه المرة، وأحسّت بأنها تقوم بمهمة في عالم حقيقي. حمل البريد ست نسخات من مجموعتها الأولى فذُعرت وخبأتها في الخزانة تحت الدرج. كان عليها الانتظار أسبوعاً لتجد الجرأة على قراءة كتابها وتنتهي راضية، وتصبح كاتبة رسمياً.

قال جوناثان فرانزن إنها أفضل كاتبة قصصية في شمال أميركا، وقارنها جون أبدايك والإنكليزية أ س بايات بتشيكوف وفلوبير. عاشت أسرتها في غيتو مع المهرّبين وبنات الهوى، لكن والدتها شاءت أن تتصرف أليس مثل ليدي، فنبذتها البنات لغرابتها. نفرت من الطبخ والكروشيه، واستعادت في الطريق الطويل إلى المدرسة القصص التي قرأتها، وغيّرتها. «حورية البحر الصغيرة» للكاتب الدنماركي هانز كريستيان أندرسن تتحوّل إنسانة لتحظى بحب الأمير لكنه لا يعشقها فتموت. رفضت أليس التضحية العبثية، وكافأت الحورية العاشقة بنهاية سعيدة. كان عليها في التاسعة أن تضحي وتهتم بالبيت والأم حين أصيبت هذه بمرض باركنسون، لكنها رفضت الشهادة المطلقة. غادرت البيت لتتابع تعلّمها عندما نالت منحة من جامعة وسترن أونتاريو، وتزوجت زميلاً رزقت منه أربع بنات، ثم انفصلا لتتزوج زميلاً آخر.