وصل 21 أسيرا فلسطينيا أفرجت عنهم اسرائيل الي الضفة الغربية المحتلة فجر الاربعاء ليجدوا في استقبالهم مئات الفلسطينيين الذين غمرتهم الفرحة وهم يرددون الهتافات ويطلقون الزغاريد.

ووصل الاسرى المفرج عنهم الى مقر الرئاسة في مدينة رام الله حيث كان في انتظارهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومئات المواطنين بعد ساعات من الانتظار وهم يلوحون بالاعلام الفلسطينية وصور ابنائهم ويرقصون على وقع الاغاني الوطنية.

واشتملت القائمة على 26 أسيرا خمسة منهم من قطاع غزة والباقون من الضفة الغربية بعد ان قضوا احكاما بالسجن تتراوح من 20 إلي 33 عاما في اطار صفقة تقضي بالافراج عن 104 أسرى على مراحل. وكانت إسرائيل قد افرجت عن مجموعة من 26 أسيرا في اغسطس اب الماضي.

وتعهد عباس في كلمة له في حفل استقبال الاسرى بعدم التوقيع على اتفاق سلام نهائي مع إسرائيل "وهناك أسير واحد خلف القضبان."

واضاف عباس قائلا "نبارك ونحيي اخوتنا الابطال القادمين من وراء القضبان الى دنيا الحرية ... الان نتكلم عن 104 أسرى جميعهم باذن الله سيخرجون كما خرج اخوتنا هؤلاء.. لن تتم الفرحة الا باخراج الجميع من السجون."

وقضى اتفاق فلسطيني اسرائيلي برعاية أمريكية بالافراج عن 104 من ممن اعتقلوا قبل التوقيع على اتفاق اوسلو قبل 20 عاما على اربعة مراحل تم فعليا تنفيذ مرحلتين منها.

ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تحتجز في سجونها ما يقارب 5000 معتقل بينهم اطفال ونساء وشيوخ منهم من يقضي محكومية وآخرين لم تتم محاكمتهم بعد."

ورفض عباس ما صدر من تصريحات جاء فيها ان صفقة الافراج عن الاسرى كانت مقابل استمرار إسرائيل في التوسع الاستيطاني.

وقال " قد توجه الينا انتقادات هنا وهناك... حرية اسير واحد اهم من التفاهات التي يطلقونها."

وحمل الاسرى المفرج عنهم على الاكتاف في ساحة المقاطعة قبل ان يتوجهوا الى السيارات التي كانت تنتظرهم لتقلهم الى مدنهم وقراهم ومخيماتهم في الضفة الغربية.

وقالت سميرة السعدي اخت الاسير المحرر هزاع الذي اعتقل في العام 1985 وكان عمره انذاك 16 عاما وحكم عليه بالسجن مؤبدين لقتله إسرائيلي "الحمد لله ان تحقق حلم امي ان ترى اخي الوحيد خارج السجن قبل ان تموت."

واضافت فيما كانت شقيقتها ترقص الى جانبها وتحمل طبقا من الحناء على رأسها "ان شاء الله سنبحث له عن عروس من اجل ان يتزوج ويعيش حياته كان لدينا دائما أمل بان يخرج من السجن ويكون بيننا والحمد لله تحقق ذلك بعد 33 عاما."

واوضحت سميرة ان هناك جيلين لا يعرفهما شقيقها فقد تزوجت وانجبت وبنتها تزوجت وانجبت خلال فترة وجوده في السجن.

وقال الفتى منذر مناصرة في السادسة عشرة من عمره انه جاء من مخيم الدهيشة قرب بيت لحم للمشاركة في استقبال ابن جيرانهم عيسى عبد ربه الذي امضى 30 عاما في السجن.

ودعا عدد من الاسرى المفرج عنهم -الذين صعب الحديث اليهم بسبب زحام الناس حولهم وسعيهم لاصطحابهم الى منازلهم التي لم تعد تلك المنازل التي خرجوا منها عند اعتقالهم- الى مواصلة العمل من اجل الافراج عن باقي الاسرى .

وقال الاسير موسى قرعان الذي قضى 23 عاما في السجن" تبقى الفرحة منقوصة دون الافراج عن باقي الاسرى."

وينتمي الاسرى المفرج عنهم الى مختلف الفصائل الفلسطينية.

وقال عباس أمام الاسرى وذويهم "نحن تعهدنا ان نستمر في جهودنا لاطلاق كل الاسرى مهما كانت مدتهم او اطيافهم او اماكنهم شرط ان يعودوا الى بيوتهم وليس الى مكان اخر."

ووصف عيسى قراقع وزير شؤون الاسرى والمحررين الافراح عن الاسرى "بالانجاز الوطني الكبير."