سلمت الميليشيات الليبية المتنافسة قواعدها للجيش وانسحبت من طرابلس يوم الخميس في مواجهة غضب شعبي من المقاتلين الذين شاركوا في الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي ثم رفضوا نزع سلاحهم.

واصبحت المصاعب التي تكتنف جهود ليبيا للسيطرة على الميليشيات والمسلحين الإسلاميين مبعث قلق متزايد للقوى الغربية التي تخشى امتداد العنف إلى دول شمال افريقيا الأخرى.

وفي قاعدة معيتيقة الجوية قالت ميليشيات مرتبطة باللجنة الأمنية العليا ذات التوجهات الإسلامية اليوم الخميس إنها ستسلم السيطرة على القاعدة إلى الجيش كما سلمت كتيبة القعقاع القادمة من الزنتان جنوب غربي طرابلس قاعدتها.

وقال متحدث باسم قوة الردع وهي إحدى الميليشيات التابعة للجنة الأمنية العليا "استجابة لمطالب الشعب قررنا تسليم مقراتنا وكل الأسلحة بداخلها. سننضم إلى الشرطة بشكل فردي."

وقال رئيس الوزراء علي زيدان في مراسم في معيتيقة إن تطهير طرابلس من الوجود المسلح قرار يشمل كل الكتائب المسلحة دون استثناء.

لكن في ظل تفوق المقاتلين السابقين على الجيش الوليد في السلاح قد تجد حكومته صعوبة في بسط سيطرتها على المسلحين. وكان زيدان نفسه قد اختطف لفترة وجيزة على أيدي ميليشيا الشهر الماضي.

وتشكل الميليشيات أيضا تحديا خارج العاصمة حيث يسيطر مقاتلون سابقون منذ شهور على موانئ في شرق البلاد رغم تعيينهم لحراسة المواقع النفطية وعطلوا الصادرات في احتجاجات تطالب بحكم ذاتي للمنطقة. ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماش اقتصاد ليبيا 5.1 بالمئة هذا العام.

وازداد استياء الليبيين من فصائل المقاتلين السابقين الذين ظلوا على ولائهم لقادتهم في صراعات ونزاعات داخلية حتى بعد أن ادرجتهم الحكومة ضمن قوائم العاملين في مجال الأمن في طرابلس.

وجاء انسحاب الميليشيات من العاصمة إثر اشتباكات دارت الأسبوع الماضي وقتل فيها أكثر من 45 شخصا بعد أن فتح مسلحون من إحدى الميليشيات النار على محتجين خرجوا في مسيرة إلى قاعدتهم لمطالبتهم بمغادرة المدينة.

ويترك رحيل الميليشيات مهمة تأمين العاصمة على عاتق قوات الجيش والشرطة الوليدة في ليبيا.

وانسحبت ميليشيات تنتمي إلى مدينة مصراتة ومنها كتائب غرغور التي شاركت في الاشتباكات من طرابلس يوم الاثنين بناء على تعليمات من زعمائها في المدينة التي تقع إلى الشرق من العاصمة.

وتعهد الجيش الأمريكي وحلف شمال الأطلسي بمساعدات وتدريب لبناء القوات الليبية. لكن أغلب تلك البرامج لا يزال في بدايته ومن المستبعد أن تفكك الميليشات نفسها أو تلقي السلاح مع استمرار تنافسها على الأراضي والسيطرة.