أوضح عبدالله بن محمد كنديري، المعلم الذي قام بتصوير طالب الصف الأول الابتدائي بمدرسة الفيصل بالهيجة فيما عرف بقضية الطفل الباكي، أنه لم يقترف شيئًا منكرًا حتى يجعل منه كبش فداء، وقال في حوار مع «المدينة»: إنه لم يقتل طالبًا، ولم يضربه ضربًا مبرحًا باستخدام الفلقة حتى يطالبوا بالقصاص منه، مضيفًا أن أسرته عانت من مشكلات نفسية ربما فاقت ما عانته عائلة الطفل، مطالبًا الجميع بأن يقدموا له الشكر والتقدير، لا أن يطالبوا بفصله، وقال إنه لم يسرب المقطع إلا للمرشد الطلابي بناء على طلبه، ثم قام المرشد بدوره بإرساله إلى أحد المعلمين.

* كيف كانت مسيرتك في التعليم قبل عملك بمدرسة الفيصل؟

خدمتي في التعليم 19 سنة، قضيت 6 منها في مدرسة آل صهيف بجبال الحشر، و13 سنة في مدرسة الفيصل، مدرسًا للصف الأول الابتدائي، واعتبر أن ما حصل لي هو ابتلاء من الله عز وجل.

* متى عرفت بتسرب المقطع؟

لم أعلم بتسربه إلا في صباح الثلاثاء الفائت، حيث أخبرني أحد أصدقائي أن هناك صورة لطالب يبكي وأنني قمت بنشرها، وبعدها توالت الاتصالات من قبل أقاربي وأصدقائي، وحقيقة كانت حالتي النفسية سيئة، وفي اليوم الثاني حضر مساعد مدير التعليم الدكتور عسيري الأحوس ومعه لجنة فزادتني توترًا، وطلبت منهم الاطلاع على الواقع والدخول إلى الفصل وسؤال الطلاب أنفسهم، وحضر الأستاذ عبدالله زكري أحد أعضاء اللجنة معي للفصل وحضر حصة في مادة لغتي، وبعدها سأل عن الطالب (محمد حسن) فأخبروه بأنه كان دائم البكاء منذ حضوره للمدرسة حتى مغادرته، وقد أثنت اللجنة على أدائي وشهاداتي ومشاركتي الفاعلة في أنشطة المدرسة، وأيضا على سجلي خلال السنوات الفائتة من تدريسي، واستمعوا إلى شهادة زملائي المعلمين والمرشد الطلابي ومدير المدرسة وكلهم أكدوا على انضباطي في عملي وحرصي على التميز.

* كيف أثرت القضية على أفراد أسرتك؟

تأثرت زوجتي كثيرًا بسؤال زميلاتها في المدرسة التي تعمل بها (لماذا يفعل زوجك هذا، انه حرام)، وأيضا ابني زياد الذي يدرس بالصف السادس الابتدائي في مدرسة بلال بن رباح تأثر من كثرة كلام الطلاب عليه حتى سقط مغشيًا عليه وتم نقله إلى البيت، ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل

* ما هو السبب الذي دفعك لتصوير المقطع؟

كان الطالب يعاني من حالة بكاء عجيبة، فكلمت مدير المدرسة والوكيل وكذلك عددا من المدرسين وأيضا المرشد الطلابي بأنه لابد من الاهتمام به، فكان تجاوبهم ضعيفًا، وكانت إدارة المدرسة تقدم له بعض الهدايا ولكن لم تفلح المحاولات، حيث كان الطالب مشتتًا لا يريد المدرسة ويستخدم البكاء هروبًا منها، ويهرب من البيت إلى المدرسة خوفًا من الضرب، وغضبه على الذهاب إليها، فأكثرت له الثناء والمديح وتقديم الهدايا والألعاب وقمت بإعطائه مبالغ مالية، وخطرت في بالي وقتها أن أقوم بتصويره، وقلت له ان هذا المقطع سوف يشاهده كل زملائك في شاشة العرض بالفصل، وكذلك في التلفزيون، عندها ابتسم الطفل، وشعرت بالفرح، وقلت لنفسي ان في الطالب أملا، وفي اليوم الثاني حضر الطفل للمدرسة ولم يبك وبدأ يطلب من زملائه المرسم والممحاة، وفي اليوم الثالث أصبح يذهب للمقصف ويشتري لوحده، ويلعب مع زملائه.

* ولكن كيف انتشر المقطع؟

سألت المرشد الطلابي عن رأيه في وضع الطالب، فقال لي: إنه مندهش لأن الطفل ترك البكاء وأصبح يحافظ على الدوام بشكل مميز، فأخبرته بأني عالجته من خلال التقنية، فقد صورته ومن ثم تغير ولله الحمد للأفضل، وهذا ساهم في تحسن حالته ووضعه في المدرسة، فطلب مني المرشد الطلابي أن أرسل له المقطع، فأرسلته له، وحذفته من عندي لأن أمره انتهى بعلاج الطفل.

* ماذا قلت أمام لجنة التحقيق؟

عندما جاءت اللجنة أخبرتهم بأني لم أقم بنشر المقطع وأرسلته فقط للمرشد الطلابي بناء على طلبه هو، وقامت اللجنة بالتحقيق مع المرشد الذي اعترف بأنه طلب المقطع مني، وقد أقسم لي المرشد أنه لم يسربه، لكنه قال: إن أحد المعلمين أخذ المقطع منه، ولا أدري كيف تم تسريبه أو نشره.

* كيف تعامل معك مدير المدرسة؟

مدير المدرسة رجل جيد كان يشجعنا على الحرص على الطلاب، ولا أدري هل أخبره المرشد بالأمر أم لا، حيث فوجئ المدير بخبر المقطع وأن لجنة من إدارة التعليم ستأتي إلى المدرسة للتحقيق حول هذا الموضوع.

* هل تم إيقافك عن العمل؟

داومت يوم الخميس الفائت في الإدارة وتم استجوابي من قبل لجنة اعتقد أنهم من الوزارة، حيث قامت بالتحقيق مع مدير المدرسة ثم المرشد الطلابي، وبعد ذلك تم التحقيق معي، وبعد صلاة الظهر تم استدعائي من قبل مدير التربية والتعليم أحمد ربيع وقال لي: «إن شاء الله هذا خير لك يا ابني»، وطلب مني أن أداوم اعتبارًا من أمس الأحد في مكتبه، ولم يصلني أي خطاب من أجل إيقافي عن عملي أو فصلي كما تم تداوله في المنتديات والصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

* هل انت نادم على تصويرك للمقطع؟

لا لست نادمًا، فالعمل الذي قمت به كان من أجل مصلحة الطالب، وانظروا إلى نتائجه، فالطفل أصبح من الطلاب الجيدين والمنضبطين في الدوام، وجيد في دراسته، ويجيد القراءة والكتابة، لقد كان هدفي نبيلًا، ولم أقصد الإساءة أو التشهير، وأسال الله عز وجل أن يثيبني على ما قدمته للطالب بإخراجه من حالة البكاء إلى حالة سعادة وحب للمدرسة، والآن بات الطالب متعاونًا مع زملائه، ويكتب في الفصل، وحتى لو فصلوني من التعليم فلست بنادم.