وافقت هيئة الدواء والغذاء الأميركية ليل أمس على تداول عقار طبي جديد في الأسواق قريباً يسعى لمكافحة فايروسات «الكبد الوبائي c» المزمنة، ومن المتوقع أن يحقق العقار الجديد نتائج تصل إلى 90 في المئة بخلاف العقارات الطبية السابقة التي كانت تعالج الأمراض الناتجة من فايروسات الكبد c بنسبة تراوح بين 40 و60 في المئة.
وجاءت الموافقة الرسمية في أميركا، بعد أن أجرى باحثون في مجال أمراض الكبد c دراسة على العقار الطبي الجديد الذي يحمل اسم «سوفو سبيفير» لمدة ثلاثة أعوام في مستشفى جونز هوبكنز في الولايات المتحدة الأميركية.
وقال الخبير في أمراض الكبد الوبائي استشاري الجهاز الهضمي وأمراض وزراعة الكبد والمناظير في مستشفى جونز هوبكنز بأميركا الدكتور صالح القحطاني - أحد فريق الأبحاث للعقار الجديد -: «إن هناك العديد من الأدوية التي كانت تستخدم في السابق لمكافحة أمراض الكبد c، ومع ذلك هي غير فاعلة، كونها تصيب عادة المريض بتليف وأورام في الكبد».
وأضاف القحطاني في حديثه إلى «الحياة» اليوم: «على مدى ثلاثة أعوام أجريت العديد من الأبحاث على العقار الطبي الجديد، وأصبح فاعلاً ويحقق النتيجة المطلوبة من دون أضرار، ونسبة نجاحه تصل إلى 90 في المئة، بخلاف الأدوية السابقة».
وحول موعد نزول العقار الطبي الجديد في الأسواق بالمملكة قال: «عادة يستغرق الأمر من ستة أشهر إلى عام، كما يجري في العقارات الطبية التي اكتشفت سابقاً»، مشيراً إلى أن العقار سيفيد المرضى وتعم فائدته دول العالم، ويجعل كثيراً من المرضى يستغنون عن استخدام حقن الإنترفيرون، التي يمكن أن تسبب أعراضاً تشبه الأنفلونزا الحادة.
وفي شأن أعداد المرضى لفايروسات الكبد c في المملكة، قال القحطاني: «الحقيقة لا يوجد إحصاء دقيق، لكن هناك قائمة للمرضى تقارب نحو 200 ألف مريض، وبكل تأكيد سيحد هذا العقار من تطور كثير من الحالات المرضية التي تصل إلى الوفاة».
والتهاب الكبد C يصيب نحو 3.2 مليون أميركي، وأسفر عن مقتل أكثر من 15 ألف مريض في العالم، معظمهم من الأمراض مثل تليف الكبد وسرطان الكبد.
والعقار الطبي الجديد Sovaldi هو الأول في فئة جديدة من الأدوية المعروفة باسم «مثبطات النوكليوتيدات التماثلية»، أو «القنابل النووية»، ويهدف إلى منع بروتين معين والذي يحتاج إليه فايروس التهاب الكبد C لنسخ نفسه.