ذكرت صحيفة "فوليا دي ساو باولو" أن الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن طلب اللجوء السياسي في البرازيل، عارضا مساعدته في التحقيق بعمليات التنصت الأمريكي التي طالت قيادة البلاد وكبرى الشركات.

ونشرت كبرى الصحف البرازيلية رسالة مفتوحة وجهها سنودن الى الشعب والسلطات البرازيلية، يقول فيها أنه لا يستطيع أن يعرض مساعدته في التحقيقات بشكل شرعي، إلا إذا مُنح اللجوء السياسي في البرازيل أولا. وجاء في الرسالة: "أعرب عن استعدادي لمساعدة البرازيل بقدر استطاعتي في أطر القانون.

لكن حكومة الولايات المتحدة تبذل الجهود للحد من إمكانياتي في هذا المجال".

وتجدر الإشارة الى أن سنودن، الذي منحته روسيا اللجوء المؤقت لفترة عام، سبق أن وافق على المشاركة في التحقيقات التي تجريها لجنة برلمانية ألمانية في المزاعم المتعلقة بتنصت وكالة الأمن القومي الأمريكية على هاتف النقال الشخصي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالإضافة الى مراقبة الاتصالات في الحي الحكومي في برلين.

لكن سنودن لا يمكن أن يغادر الأراضي الروسية، خوفا من اعتقاله في أية دولة من دول حلف الناتو، تلبية لطلب واشنطن التي تريد محاكمته بتهمة التجسس بعد تسريبه وثائق سرية عن برامج التنصت الالكتروني الخاص بوكالة الأمن القومي داخل الولايات المتحدة وفي دول أخرى.

وفي هذا السياق يمكننا أن نذكر حادثة إرغام طائرة الرئيس البوليفي الذي كان يعود الى وطنه بعد زيارة لموسكو في مطلع يوليو/تموز، على الهبوط في مطار فيينا من قبل مجموعة من دول الناتو، للاشتباه بوجود سنودن على متن الطائرة.

وكانت البرازيل قد أعلنت عن إجراء تحقيق شامل في المعلومات عن تنصت الاستخبارات الأمريكية على الهاتف والبريد الالكتروني الخاص بالرئيسة ديلما روسيف وكبار المسؤولين والسياسيين والدبلوماسيين في البلاد، بالإضافة الى كبرى شركات النفط.

وأدت فضيحة التجسس الى توتر في العلاقات البرازيلية-الأمريكية، إذ ألغت روسيف زيارة دولة كانت مقررة لها الى واشنطن، ومن ثم وجهت انتقادات شديدة اللهجة الى التجسس الأمريكية خلال كلمتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي.