صداقة وجيرة وأخوة. هكذا دأبت حكومتا إيران وقطر على وصف علاقاتهما، قبل أن يحلّ الفتور النسبي على خلفية المواقف المتناقضة من الأزمة السورية.

تغيرت القيادة في قطر وانتخب رئيس جديد في إيران فعاد الدفء من جديد، وكرّت سبحة الزيارات المتبادلة، ولسان المسؤولين دائماً ما يشدد على وجوب تعزيز العلاقات الثنائية وأهمية التشاور بشأن تسوية القضايا الإقليمية.

رئيس تحرير صحيفة الوفاق الإيرانية الصادرة بالعربية مصيب النعيمي يرى أن زيارة العطية لطهران "مهمة إلى حد كبير" مشيراً إلى أنه "لدى الجانب الإيراني أموراً كثيرة يجب توضيحها من قبل الجانب القطري ويمكن أن تؤدي إلى تعديل في بعض المواقف التي أدت إلى أزمات وكانت تكاليفها باهظة لدى دول المنطقة".

الرغبة بمزيد من التنسيق السياسي من خلال السعي لتشكيل لجنة سياسية مشتركة تتقاطع مع رغبة بتعزيز العلاقات الاقتصادية، التي يقول خبراء اقتصاديون إنها "أقل من المأمول بكثير". من بين هؤلاء استاذ الاقتصاد في جامعة طهران عبد المجيد شيخ الذي يقول "لدينا مصالح مشتركة مع قطر. نحن نشترك معها في حقل بارس الجنوبي. وشاء الطرفان أم لم يشاءا فإنهما محكومان بمشتركات كثيرة. إيران دولة ناهضة اقتصادية وصناعياً وزراعياً وقطر تبحث عن استثمارات جيدة وهنا يمكنا أن تصل للسوق الإيرانية والأسواق القريبة من إيران في آسيا الوسطى، كما أن إنشاء المناطق التجارية الحرة جنوب إيران يمكن أن يعزز من تعاون البلدين".

تعاون لا مفر منه، الطرفان يجمعان على ذلك نظراً لحساسية الأوضاع في المنطقة، قبل أسابيع شدد الرئيس الإيراني وهو يستقبل السفير القطري الجديد لدى طهران. على أهمية دور قادة الدول الإسلامية في هذه المرحلة لحفظ دماء المسلمين ومصالحهم.

مد وجزر إذاً شهدتهما العلاقات الإيرانية القطرية لكنها لم تنقطع يوماً. فالبلدان جاران بحكم الجغرافيا والتاريخ وإن اختلفت الرؤى السياسية فمحاولات تعزيز التنسيق والتشاور سياسياً وتطوير العلاقات اقتصادياً لا تتوقف.