نددت هيئة حقوق الإنسان الإسلامية في بريطانيا بتقرير لجنة الشؤون الداخلية بمجلس العموم ووصفته بأنه يستهدف المسلمين ويعكس هواجس لدى الكثيرين تربط المجتمع الإسلامي بالتهديدات الأمنية.

وانتقدت الهيئة في بيان لها التركيز على المسلمين في التقرير وربطهم بالإرهاب ووصفته بأنه غير متناسب وغير متناسق ويقوم على التمييز ضد المسلمين.

وأشار البيان إلى أن توصيات اللجنة بضرورة سحب الجنسية ممن يسافرون للقتال في سوريا باعتبارهم يمثلون تهديدا إرهابيا تنطوي على نهج انتقائي يستهدف المسلمين، فبينما ينضم بعض اليهود البريطانيين إلى الجيش الإسرائيلي لم يعرب أي سياسي عن مخاوفه من احتمال عودتهم من الأراضي الفلسطينية المحتلة لارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في بريطانيا.

وكانت لجنة برلمانية أعلنت الجمعة، أن بريطانيا يجب أن تتحرك بصورة عاجلة لمنع مواطنيها من السفر للقتال في سوريا وصراعات أخرى وسط مخاوف من أنهم يمكن أن يتبنوا فكرا متشددا هناك وأن يعودوا لتنفيذ هجمات في بلدهم.

وحذر التقرير الذي أعدته لجنة الشؤون الداخلية في مجلس العموم البريطاني من أن أعداد البريطانيين المشاركين في العمليات القتالية في سوريا وصلت إلى أرقام مفزعة داعيا الحكومة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه الظاهرة.

وأكد التقرير أن سحب الجنسية سيكون أداة فعالة في مواجهة سفر هؤلاء الشباب إلى سوريا، معربا عن دهشة أعضائه من أن من سحبت منهم الجنسية خلال العامين الماضيين لهذا السبب لم يتجاوز 14 شخصا.

وتقول وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية إن أعداد البريطانيين الذين يتوجهون إلى سوريا للانضمام للحركات المسلحة هناك يصل إلى نحو 500 شخص.

من جهة أخرى أكد التقرير أن الخطر الذي تمثله التهديدات الإرهابية لم يتراجع مع تزايد أعداد الحركات المتشددة واتساع نطاق انتشارها على مستوى العالم.

وقال رئيس اللجنة كيث فاز إن الهجمات الأخيرة التي شنتها تنظيمات مثل تنظيم الشباب وحركة بوكو حرام تؤكد أن التهديد الإرهابي للمملكة المتحدة مازال ماثلا كما كان منذ 13 عاما عندما وقعت هجمات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن.

مخاوف أوروبية

وكانت تسع دول أوروبية بينها بلجيكا وفرنسا اجتمعت، الخميس، في بروكسل مع ممثلين من الولايات المتحدة وتركيا والمغرب والأردن وتونس في محاولة للحد معا من توجه مقاتلين إسلاميين متطرفين إلى سوريا.

وقالت وزيرة الداخلية البلجيكية جويل ميلكيه إن "الأمر ليس فقط مشكلة وطنية بل هو مسألة دولية تطال دولا عدة" مشددة على وجود مجموعات متطرفة مرتبطة بالقاعدة في سوريا.

وسوف يدرس الوزراء الإجراءات التي اتخذت والتي يستعدون لتطبيقها لتحاشي توجه المقاتلين إلى سوريا وكذلك للتصدي للتطرف وتفكيك الخلايا وكيفية التعاطي مع الذين يعودون من القتال.