رغم قرار هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ربط شرائح الجوال برقم الهوية إلا أن بعضًا من المواطنين والعمالة الوافدة لم يكترثوا للقرار من خلال امتهانهم بيع شرائح الاتصال والبيانات بطرق غير نظامية، حيث إن البعض منهم يستغلون أرقام هويات الآخرين وتسجيلها بأسمائهم دون أن يجدوا نظاما رادعا يتم عبره محاسبة ومعاقبة كل من يقوم بتجارة بيع الشرائح بجميع أنواعها.

ويشهد سوق الجوالات بحي العزيزية الشمالية نشاطًا وحركة بيع متزايدة لشرائح الجوال والبيانات في ظل بحث البعض عن أرقام مميزة يصل أسعار بعضها إلى 1500 ريال للشريحة، بالإضافة إلى وجود شرائح بيانات الانترنت مع عروضها التابعة لشركات الاتصالات الثلاثة بالمملكة.

وردا على تساؤل «المدينة» مع من التقتهم في سوق الجوالات عن كيفية حصولهم على هذه الكميات الكبيرة من الشرائح، أجابوا بأنهم يحصلون عليها عبر وسطاء جاهزة للاستخدام كونها مسجلة بأسماء أشخاص مجهولين واصفين الحملات الأمنية لضبط الشرائح بأنها ضعيفة لذلك لا يخافون منها.

في البداية تحدث فهد ريحان وناصر عبدالله وأحمد البارق أصحاب بسطات بيع الشرائح في السوق بأن الشرائح في الأصل تصدر من شركات الاتصالات بطرق نظامية على حد وفصهم وأشاروا إلى وجود مندوبين يقومون بعملية تسويقها، مؤكدين أن أرقام الهويات المسجلة على الشرائح لا يعرفون أصحابها وأنها تعود لمواطنين ومقيمين لا يعرفون تسجيلها بأسمائهم، وفي حال اكتشاف الأمر وفصل الشريحة لا يتحملون مسؤوليتها لدى المشتري الذي عليه أن يحاول تحويلها باسمه لدى الشركة المشغلة.

وأضاف فيصل الهاجري ومسعد الرويسي وعبدالرحمن الماجري من رواد سوق الجوالات أن معظم الشرائح مسبقة الدفع التي يتم بيعها هي في الغالب يتم شراؤها من قبل مندوبين لدى الشركات المشغلة يقومون ببيعها على أصحاب البسطات وسعر الشريحة يعتمد على عدة نقاط أهمها مدى ميزة الرقم والعروض التي تشملها وكل ما زادت المميزات في الشريحة زاد من سعرها حيث يصل بعضها إلى 2000 ريال للشريحة الواحدة و300 لشريحة بيانات الانترنت.

وقال عدد من الباعة المواطنين لـ «المدينة» رفضوا ذكر أسمائهم خوفا من الملاحقة الأمنية والمتابعة إن أكثر الأشخاص اقبالا على هذه الشرائح هم من فئة العمالة الوافدة المخالفين لنظام الإقامة والعمل لعدم قدرتهم على استخراج شرائح من نقاط البيع الرسمية للشركات المشغلة لذلك يلجأون إلى مثل هذه الشرائح مجهولة المصدر بالإضافة إلى بعض الشباب والفتيات الذين يشترونها بهدف المعاكسات لاعتقادهم عدم قدرة الجهات الأمنية الكشف عن هوياتهم كونها مسجلة بأسماء غير أسمائهم مشيرين إلى أن أسعار الشرائح تتراوح من رقم إلى آخر هناك المميزة وتتراوح ما بين 200 لتصل بعض الأرقام المميزة إلى 2000 ريال للشريحة.

وقال المواطنون محمد الزهراني وراشد العماري ومهند الحربي إن أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الشرائح مجهولة المصدر نتيجة ضعف الرقابة على الباعة المتجولين لها في أسواق الجوالات وأمام أعين الجهات الأمنية التي لا تقوم بملاحقتهم إلا في حال حدوث مشكلة أو تلقي بلاغ مشيرين إلى أن أكثر المتضررين من هذه الشرائح هم الأسر الذين يتعرضون لمعاكسات ومضايقات من أصحاب تلك الأرقام، نطالب الجهات الامنية بضرورة تكثيف الحملات المركزة على أولئك المخالفين لمعرفة الوسطاء والمندوبين الذي يقومون بتسويقها لهم.

الأمانة

وأوضح مدير إدارة الإعلام والنشر بأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني عن وجود فرق ميدانية تابعة لجميع البلديات الفرعية لمتابعة الباعة المتجولين المخالفين بالإضافة إلى متابعة بسطات البيع العشوائية في مكة المكرمة ومصادرة البضائع وتطبيق النظام بحق المخالفين.

مشيرا إلى أن الأمانة هي عضو في لجنة مكافحة الظواهر السلبية الواقعة تحت إشراف إمارة منطقة مكة المكرمة والتي يتمثل عملها في رصد ومتابعة جميع أنواع المخالفات السلبية ومن ضمنها الافتراش والبيع العشوائي والبسطات والباعة المتجولون.

الشرطة

من جهته أوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرمة المقدم عاطي بن عطيه القرشي أن كل من يقوم ببيع شرائح الاتصال (مكالمات أو الانترنت) مسبقة الدفع بطرق غير نظامية سواء من المواطنين أو المقيمين بأن الجهات الأمنية سوف تقوم بملاحقتهم وضبطهم تمهيدا لإحالتهم للجهات المختصة لتطبيق النظام بحقهم.
منوهًا بأن الجهات الامنية بشرطة العاصمة المقدسة مستمرة في ضبط هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون عملية بيع الشرائح بطرق مخالفة للنظام.

داعيا المواطنين والمقيمين بالتوجه إلى نقاط بيع شرائح الاتصال النظامية وعدم التعامل مع الباعة المخالفين وابلاغ الجهات الامنية عند ملاحظتهم فورا على رقم 999