قال شقيق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، إنه لم ير فيديو الإعدام الذي بثه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الثلاثاء، مؤكداً إنه لا يأبه به لو شاهده لشعوره وعائلته بالفخر لموته "شامخ الرأس".
وتحدث المهندس جودت الكساسبة لـ CNN بالعربية مساء الأربعاء من أمام بيت العزاء في مسقط رأسه بلواء عي في محافظة الكرك جنوب الأردن، عن لحظات الأمل التي عاشتها عائلة الطيار المقاتل، بالافراج عنه، لاعتبارات عديدة، من بينها اعتقاد العائلة أن "داعش" سيسعى هذه المرة لتحسين صورته أمام العالم ويطلق سراح أخيه "المسلم السني" ابن الشارع الأردني.
ويقول جودت الذي لم يشاهد فيديو الحرق حتى لحظة إجراء هذه المقابلة :"لم أشاهد الفيديو لكن ليس لدي مانع أن أرى الفيديو، فلو تم إحراقه، معاذ مات شامخ الرأس، وهذا فخر لنا، لأبيه وأمه وعائلة معاذ وجميع عشائر الكساسبة والبرارشة، فرحة بهذا البطل نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته."
وحتى الساعات الأخيرة قبيل إعدام داعش الطيار حرقا، تشبثت عائلته بأمل عودته إليها، مؤكدا أن أملهم بعودته لم يكن سوى توقعات، وقال :"لم نكن نعلم عن بقائه على قيد الحياة، لكن كانت الصورة كالآتي، أن معاذ مسلم سني من الشارع الأردني، والشارع الأردني لربما اكتشفنا خلال هذه الأيام أن هناك بعض المؤيدين لداعش وهي نسبة ليست قليلة مع هذا التنظيم الإرهابي، اعتقدنا أنهم لن يقدموا على هذه الفعلة المشينة بحكم أن معاذ هو الدليل الوحيد لهم ليظهروا أمام الإعلام بصورة غير الصورة المشوهة في الإعلام." حسب قوله
وفي ذات السياق، أشار الكساسبة إلى أن فعلة داعش بمعاذ أثبتت أن الإسلام منهم براء وأنهم مجموعة من الجراذين التي تدخل أعماق الأرض "، بحسب تعبيره .
ونقل جودت عن شقيقه معاذ إحدى وصاياه ومنشوارته الأخيرة قبل أسره عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وهي الحفاظ على تراب الوطن كأولوية.
واستنادا إلى ذلك، يفسر المهندس الكساسبة حقيقة التزام عائلته الهدوء والصبر فور تلقي خبر استشهاد معاذ، " نحن كعائلة معاذ طالبنا الأحبة وأقرباءنا أن نكون بخلاف ما اعتقد هذا التنظيم أننا سنخرب الأردن، أو عمل مظاهرات أو ثورات، منذ تلقي اللحظة الأولى والدي ووالدتي وأعمامي قلنا إنا لله وإنا إليه راجعون، معاذ كانت وصيته أن نحافظ على تراب الوطن، وكتب معاذ يقول يوما "عذرا ياعيد فالوطن أولى".
وفي تعليقه على تنفيذ السلطات الأردنية أحكاما بالإعدام بكل من ساجدة الريشاوي التي طالب تنظيم داعش مبادلتها بالرهينة الياباني كينجي غوتو قبل قتله، والمحكوم بقضايا إرهابية زياد الكربولي، لم يدع المهندس الكساسبة إلى مزيد من الإعدامات، معتبرا أن الرد لا بد أن يكون "ثأرا" تقرره الجهات الرسمية في البلاد في معركتها ضد الإرهاب.
وقال:"لا نطالب بمزيد من الإعدامات لماذا، لأن معاذ ليس هو ابن الكساسبة هو ابن الدولة الأردنية والدولة هي كفيلة بأخذ الثأر، ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي الارهابيون هم لا يساوون عند الدولة الأردنية شسع نعل معاذ وهم بداية الطريق، وسيتم اتخاذ إجراءات عسكرية قاسية من الأردن ،الأردن لا يضيع دماء أبنائه.