أكدت كاتبة بحرينية أن إغلاق قناة العرب الإخبارية كان سببه أنها خرجت إلى النور كأداة لمشروع سياسي صرف يخدم طموح صاحبها ومشروعه، مطالبة المتباكين على فرص الاستثمار أو الإعلام في البحرين بالتوقف عن تباكيهم.

وقالت الكاتبة سوسن الشاعر في مقال لها بصحيفة "الوطن" البحرينية اليوم (الأربعاء): "قناة العرب لم تكن مشروعاً إعلامياً أو مشروعاً استثمارياً حتى نتباكى على خسائر الإعلام والاستثمار فيها حين تقرر وقف بثها، قناة العرب كانت أداة لمشروع سياسي صرف يخدم طموح صاحبها ومشروعه السياسي بالدرجة الأولى".

ولفتت إلى أن مملكة البحرين وجدت نفسها فجأة مقراً لهذا المشروع الخاص جداً والطموح جداً تتحمل مع صاحبه تبعاته الخطيرة دون أن تستشار ودون أن يكون لها صالح فيه، فقررت أن تقطع العرق من بدايته وتغلق هذا الباب الذي سيأتي منه الريح عاصفاً لا يبقي ولا يذر.

وطالبت الشاعر بالتوقف عن الجدل العبثي واستغفال العقول وإيقاف لعبة التذاكي السمجة والمكشوفة - وفقا لها - التي تضع قرار الوقف في ساحة الاستثمار أو ساحة الإعلام، مضيفة: "لنسم الأشياء بأسمائها، القناة كانت مشروعاً سياسياً صرفاً ولا علاقة له لا بالإعلام ولا بالاستثمار".

ونوهت إلى أنها لا تُعارض حق صاحب القناة في أن يكون له طموح سياسي أبداً، فهو حر في ماله وفي كيفية توظيفه له، ذاكرة في تحليلها الخاص أن المشكلة أن السلطات في البحرين حين أجازت بث القناة لم تعتقد أن طموحات صاحب القناة ستتضارب مع المصلحة الأمنية العليا للبحرين وللمنطقة ككل ولم تظن أنها بإجازتها للقناة أجازت لمشروع "حمد بن جاسم" آخر أن ينطلق هذه المرة من أرض البحرين.

ونوهت إلى أن حمد بن جاسم وظف أموال قطر في مشروع سياسي قطري منصته قناة فضائية نجحت في إزعاج الأنظمة العربية وأجبرتهم جميعاً للخضوع لسطوته وابتزازه - بحسب ما ذكرت في مقالها - قائلة إن البحرين فوجئت بالتصريحات التي كشفت عن وجه المشروع وطموحه في ساعات البث الأولى، بتصريح رئيسها التنفيذي أن القناة ستفتح أبوابها لجميع التنظيمات داعش والإخوان والتنظيمات الشيعية وأنها حين استضافت في الساعة الأولى للبث منظر التنظيم الشيعي المرزوق، أرادت أن تذبح القطة للنظام البحريني أولاً أي للنظام الذي يستضيفها حتى تعرف بقية الأنظمة أن الجميع بلا استثناء سيكون تحت الرادار، فكانت رسالة واضحة لجميع الأنظمة العربية أنها لن تكون خارج نطاق التصويب.

وتابعت: "لذا كان القرار سيادياً سياسياً يعرف تبعاته على السمعة الاستثمارية تماماً ويعرف حجم الضرر الذي سيقع على البحرين بسببه، ولكن قررت البحرين أن تتحمله مكرهة، لأنها تعرف أنه ضرر يتجاوز بكثير الإزعاج السياسي لها إلى أمن وسلامة المنطقة ككل، دفعت البحرين ثمنه من سمعتها.