أكد وزير الصحة الأسبق الدكتور حمد المانع أن الروتين الممارس حالياً بالوزارات يعد صخرةً تتحطم عليها آمال الشعب، منتقداً تشدد وزارة المالية في إجراءاتها مع الوزارات وكاشفاً عن وصية قديمة للملك سلمان يطالب خلالها الوزراء بتبسيط الإجراءات لقطع الطريق على أهل الواسطة والرشوة.

وقال المانع في مقال له اليوم (الأحد) بصحيفة "الوطن" إن الروتين هو البيئة المرضية لكل مسؤول معتل النفس غاية مناه أن يتسلط على الناس ويمارس عليهم مركبات النقص التي تعذبه، حتى يجد ذريعة في اللوائح تمكنه من تعطيل المواطن، حينها تنتفخ ذاته ويشعر بالارتياح.

وكشف المانع عن وصية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما كان أميراً للرياض، حيث قال له وكان حينها المانع وزيرا للصحة: "تعقيد الأمور يسبب إما الواسطة أو الرشوة، وتبسيط الأمور يقطع ذلك على أصحاب الأنفس الضعيفة".

وأضاف المانع أنه على الفور أخذته الحماسة لتطبيق هذه الوصية، فاجتمع بأركان وزارته وحثهم على تبسيط الإجراءات، مشيراً إلى أنه قرر البدء بالتراخيص، وهو يطمح لنظام يكفل للمتقدم لطلب ترخيص مستشفى أن يحصل عليه في يوم واحد فقط مثلما يحدث بمدينة دبي، غير أنه اصطدم بتداخل الاختصاصات بين وزارات الدولة وضرورة موافقة جهات عدة على الترخيص لا يملك إلزامها بوقت محدد.

وانتقد المانع دور وزارة المالية في استمرار هذا الروتين، قائلا: "ثمة صخرة أخرى لا تقل صلابة عن سابقتها، ألا وهي صخرة ممثلي وزارة المالية"، مشتكيا تعالي بعضهم وفوقيتهم وعدم القدرة على إرساء أي مشروع إلا بموافقتهم، داعياً وزير المالية إلى تخفيف قبضة وزارته على جميع مرافق الدولة والاكتفاء بمراجعة الإجراءات للتأكد من سلامتها وشفافيتها.

واختتم بالقول: "آن الأوان لأن تضطلع وزارة التخطيط بدورها الذي تنوب عنها فيه وزارة المالية دون سبب"، داعيا المسؤولين ليكونوا على قدر طموح قائد المسيرة الملك سلمان بن عبدالعزيز.