عدّ المفتي العام للمملكة، رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي وجهها إلى المواطنين أول من أمس صادرة من قلب مطمئن وقلب رحيم، لاسيما أن غالبية مفرداتها حملت ألفاظ "أبنائي وبناتي وإخواني"، وصيغة الخطاب الذي أراه محيطا لكل فئات المجتمع، وهي بمثابة خطبة قصيرة حوت مسائل كبيرة، وخارطة طريق يجب أن تتم قراءتها قراءة متعمقة حيث ظهر من خلالها حرصه- حفظه الله- على مصالح الوطن والمواطن.

وأكد آل الشيخ في حديث خص به "الوطن" أمس أن الملك سلمان ابتدأ بوجوب العدل بين أبناء الوطن، وأن يأخذ كل ذي حق حقه، وألا تكون هناك مظلمة لأحد انطلاقا من قوله تعالى "اعدلوا هو أقرب للتقوى"، فيجب على المسؤولين كبيرهم وصغيرهم، أن يوصلوا للمواطنين حقوقهم في وقتها دون مماطلة أو تأخير.

وأضاف آل الشيخ: شدد الملك سلمان على الحرص على تماسك المجتمع والتحامه، وأن كل أمر يؤدي إلى تصدع المجتمع خطر عظيم مستشهدا بقوله تعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، كما أن تصنيف المجتمع إلى أحزاب وفئات خطأ كبير في بلد يحكم بشرع الله وعمل غير لائق.

وأشار المفتي العام إلى أهمية أن يعمل كل مسؤول على خدمة المواطن وفق مسؤوليته، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والبعد عما يشق عليهم.

وحول محور الفساد الذي اشتملت عليه الكلمة، قال آل الشيخ: الفساد مفسدة كبيرة من خلال التعدي على الأموال العامة، وإحداث حالة من عدم التوازن المجتمعي بسبب الفساد، مشيدا بتأكيد خادم الحرمين على تطوير التعليم الذي يعتبر مرتكزا لتطور الأمم والشعوب بداية من كتاب الله وسنة رسوله والعلوم الأخرى التي تعين على الدفع بعجلة التطور والتنمية في البلد.

وختم آل الشيخ حديثه بأن محور الإرهاب الذي اشتملت عليه الكلمة الملكية معضلة عالمية وليست خاصة، ويجب التعاون من جميع أبناء المجتمع للقضاء عليه وإنكاره لما فيه من سفك للدماء وانتهاك لحرمات الأنفس.

وفي ذات السياق، نوهت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالكلمة الضافية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء أول من أمس، وحدد فيها معالم عهده الزاهر بمواصلة العمل على الأسس الثابتة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود - تغمده الله بواسع رحمته - بالتمسك بالشريعة الإسلامية الغراء، حتى عهده الميمون.

وقال الأمين العام للهيئة الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد إن خادم الحرمين الشريفين إذ يوجه هذه الكلمة للشعب السعودي الكريم كافة، ليؤكد على الأسس الثابتة التي قامت عليها المملكة ورؤيتها الإسلامية السديدة مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية، متطلعا في الوقت ذاته إلى تحقيق التنمية الشاملة في كل المجالات، وفي كل أرجاء البلاد بما يسهم في اطراد ما تشهده المملكة من أمن، واستقرار، ورخاء.

وأضاف أن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء تثمن عاليا عزمه - حفظه الله - على تحقيق التضامن العربي والإسلامي من خلال تنقية الأجواء وتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بهما.

إلى ذلك، ثمن نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم المعاني والمضامين التي أشار إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته السامية التي وجهها إلى الشعب السعودي الكريم، مبينا من خلالها أسسا عظيمة ومنطلقات سديدة وجوانب عديدة داخليا وخارجيا.

وأكد أن خادم الحرمين الشريفين شدد في كلمته على الثوابت الراسخة التي قامت عليها هذه البلاد منذ توحيدها تمسكا بالشريعة الإسلامية الغراء، وحفاظا على وحدة البلاد وتثبيت أمنها واستقرارها، وعملا على مواصلة البناء وإكمال ما أسسه ملوك هذه البلاد - رحمهم الله - وذلك بالسعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والعدالة لجميع المواطنين، وإتاحة المجال لهم لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة.