قدرت المناطق المنزوعة لصالح المشاريع التنموية والمحورية في العاصمة المقدسة بنحو 20 مليون متر مربع مقابل 25 مليون متر مربع للمساحة الممنوحة لمشاريع وزارة الإسكان للمكيين في 8 مناطق مختلفة تسلمتها من أمانة العاصمة المقدسة، في حين بين متعاملون عقاريون أن مكة تحتاج إلى مساحات إسكانية مضاعفة بحكم أن الممنوح سيذهب للمناطق المنزوعة، الأمر الذي يخلق طلبا متناميا على الإسكان وسط انحسار فسح مخططات جديدة ووجود مشاريع إنمائية لصالح الحج والعمرة.

المزال يعادل الممنوح

الحاجة نحو السكن الدائم وما تفرضه احتياجات النمو الدائم لمكة ترمي بثقلها لإعادة عملية التوازن وإيجاد قاعدة عريضة ومتميزة للإسكان، خاصة مع ارتفاعات معدلات النمو السكاني في العاصمة المقدسة بفضل نزوح العديد من العائلات السعودية والتي ترى في مكة بيئة ملائمة للسكن، والمناطق الثمان التي حددتها وزارة الإسكان وتركز جلها في منطقة الجموم، هي حلول تعد دائمة وتقفز إلى الاحتياج المكي بما قدره 25 مليون متر مربع متى ما علمنا أن حجم المناطق المزالة جراء المناطق المحيطة في الحرم والخطوط الدائرية والضلع الغربي في الخمس سنوات الأخيرة توازي ما معدله 20 مليون متر مربع، أي أن المعدلات السكانية ووفق التقارير الرسمية للمساحات التي تمت إزالتها تعني أن هذا الأمر بات في حكم الاتزان تقريبا، ويحتاج إلى مناطق أخرى بحكم وجود أعداد كبيرة من المكيين وغيرهم من الراغبين في الحصول على أماكن دائمة للسكن نظير المناطق التي تم نزعها حول الحرم المكي الشريف، وأتطلع إلى مضاعفة الرقم الممنوح من وزارة الإسكان بشكل أكبر لعدة اعتبارات، أولها أن المساحة الممنوحة قاربت المنزوعة، والأخرى توسيع القاعدة السكانية للخروج عن منطقة الوسط والتي تعاني على الدوام من ضغط في البنى التحتية، والثالثة المعرفة الحقيقية لمتطلبات فئة الشباب المقبلة على الزواج والتي في حاجة إلى سكن دائم.

تنمية مستدامة

خطط التنمية التي تسير عليها المملكة تستهدف الانتهاء من الاستراتيجية الإسكانية الشاملة والتي تراعي التوزيع الشامل لجميع مراحل التنمية، خاصة بعد أن تمت عملية أكبر نزع عقارات في العالم، والدولة تسير بخطى حثيثة نحو الإسراع في التطبيق وتقليص الفجوة المتصاعدة بين عرض المساكن والطلب عليها.

مخططات مكة وأحياؤها تحتاج لأن تتنفس وتخرج من التكدس الكبير والتكتل البشري، وهذا يدفع نحو أهمية تنظيم المشاركات في القطاع الخاص وتحسين نوعية السكن، واعتماد المعايير الملائمة للكثافة الإسكانية وترشيد المساحات السكنية التي تتطلبها العاصمة المقدسة في 50 سنة المقبلة، والتخطيط الاستراتيجي بمكة لا بد أن يمضي وفق الاستفادة من اقتصاديات الحجم في جميع مراحل إعداد المساكن.

مدلولات إسكانية واضحة

إذا سارت معدلات النمو وفق هذا الارتفاع فإن السعودية بكاملها تحتاج إلى فسح مخططات جديدة، خاصة مكة المكرمة التي تعاني من عدة اعتبارات، كونها المدينة الأولى على مستوى العالم والتي بحاجة إلى توسع عمراني خاصة عقب المشاريع المحورية والاستثنائية والتي مرت بها خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، والتي عدها كثيرون بوابة حقيقية لدخولها نحو العالم الأول. إن هذا الأمر يعطي مدلولات عقارية واضحة بحاجة السوق إلى فسح مخططات جديدة.

غالبية المواطنين من الطبقة المتوسطة، وهذا الأمر يناقش عملية التكدس الحضري في عدة مدن سعودية كجدة والرياض والدمام التي تعاني أيضا من عدة اعتبارات إسكانية، وهي تحتاج إلى شركات متخصصة في التطوير العقاري من شأنها أن تحدث الفرق في التخطيط بعيد المدى للمدن المكتظة.