تشهد الشقق الفندقية بجدة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار إيجاراتها، تصل أحيانا إلى 70 % مع بداية إجازة منتصف الفصل الثاني، وإغلاق الحجوزات منذ الأسبوع الماضي بعدد من المواقع الفندقية. وتختلف الأسعار بحكم جغرافية المكان؛ فالجزء الشمالي الغربي قرابة الكورنيش مرتفع، والجنوبي أقل سعراً.
وقد برر الملاك هذه الزيادة بأنها فقط في مواسم الإجازات؛ لما يشهده بقية العام من ركود كبير. وطالب عدد من الراغبين في استئجار هذه الشقق والأجنحة بالرقابة لمنع استغلال المواطنين، كما طالبوا بوضع سقف للمغالاة في الإيجارات.
"سبق" استطلعت آراء الملاك والباحثين عن الحجوزات.
بداية، أكد فهد الصيعري، مدير وحدات فندقية بجدة، أن أسعار تأجير الشقق المفروشة بأحجامها كافة زادت مع بداية إجازة منتصف الفصل الثاني نظراً لكثافة زوار مدينة جدة هذه الأيام؛ إذ وصلت قيمة الإيجار اليومي للشقق المتوسطة المكونة من غرفتين إلى 350 ريالاً، بعد أن كانت تؤجر بـ150 ريالاً قبل أسبوعين، بينما بلغ إيجارها الأسبوعي 2400 ريال مقارنة بقيمة إيجارها قبل الإجازة بمبلغ 1550 ريالاً. مؤكداً أن ارتفاع الأسعار يقابله خدمات كبيرة تقدمها الشقق المفروشة لنزلائها، لا تقل جودة عما تقدمه الفنادق الكبيرة من خدمات.
من جهته، أوضح أحد ملاك الشقق مفروشة أن ارتفاع أسعار الشقق المفروشة بسبب دخول موسم الإجازة، وكثرة زوار جدة، خاصة مع وجود المنتجعات والفعاليات السياحية، وقدوم العديد من المحافظات القريبة من مكة والطائف وغيرها لقضاء بعض الوقت بجدة. وفي المقابل، لا تصل هذه الزيادات إلى ما نجده في مناطق السعودية الأخرى، مثل الشرقية والغربية والجنوبية. مضيفاً: نقدم خدمات عديدة، ولا نكسب طوال العام بسبب قلة الزوار.
استغلال
من جانبه، قال المواطن علي الشمراني (مستأجر بصحبة عائلته): أفضّل كل عام أن أقوم بزيارة مدينة جدة قبل انطلاق موعد أي إجازة تفادياً للزحام وارتفاع الأسعار الذي تشهده الوحدات السكنية خلال فترة الإجازة؛ لذا فضلت أن أسبق موسم ارتفاع الأسعار، إلا أن أصحاب مراكز الشقق السكنية المفروشة كانوا أسرع منى؛ إذ فوجئت بارتفاع الأسعار بشكل كبير.
وأشار إلى أنه كان يستأجر غرفتين بـ 250 ريالاً، أما الآن فأصبحت لا تقل عن 400 ريال.
تفاوت الأسعار
ويقول حمزة السعدي: لاحظت خلال ترددي على عدد من مراكز الشقق المفروشة أن هناك تفاوتاً ملحوظاً في الأسعار من مكان إلى آخر؛ إذ يصل ارتفاع الأسعار إلى 70 %، وعندما تطلب شقة مكونة من غرفتين تكلفك عادة 300 ريال ريال، وحينما تذهب إلى أماكن أخرى تجدها بأعلى من ذلك. كما أبدى استغرابه من أن ببعض المدن في السعودية التي قام بزيارتها هناك لائحة تسعيرة موحدة، تكون دائماً في مكان ظاهر للعميل عند زيارته، عكس جدة.
أما حسام فقال إنه يتعامل بشكل شهري مع أحد الفنادق، وعلى مدى طويل، لكنه فوجئ قبل أيام بأن الفندق يرفض التجديد الشهري، ويكتفي باليومي إلى إشعار آخر.
وأضاف: عند محاولتي معرفة الأسباب لم أجد إلا إجابة "هذه إجازة، وأسعار التأجير خلال الموسم تختلف عن التأجير خلال الأيام العادية"، وهذا سيكلفني ضعف ما كنت أدفعه في السابق بشكل شهري.
حماية المستهلك
ومن جانبه، قال رئيس جمعية حماية المستهلك سليمان السماحي لـ"سبق" إن عدداً كبيراً من الشقق الفندقية بمختلف مناطق السعودية، وبالأخص في المدن السياحة مثل جدة، تشهد ارتفاعاً في الأسعار بنسب مختلفة في الإجازات من قِبل الملاك، وذلك مخالف للأنظمة والقوانين.
وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار أكثر من 50 % للغرف والشقق الفندقية في المواسم، وهو مخالفة صريحة من قِبل الملاك؛ ويجب على المستهلكين تقديم شكوى للهيئة العامة للسياحة والآثار للتحقيق ومحاسبة المستغلين.
وقال: تأتينا شكاوى عديدة غير مثبتة من قِبل المستهلكين بفواتير أو سندات، وبهذا لا يتم استقبال الشكوى ومتابعتها؛ إذ يجب على كل متضرر أن يثبت المخالفة بأي شكل من الأشكال.
وأشار السماحي إلى أن عدداً كبيراً من المواطنين والمقيمين يجهلون حقوقهم بشكل كبير؛ وهذا ما شجع بعض أصحاب النفوس الضعيفة على استغلال المستهلكين.