أكد الكاتب والمؤرخ الرياضي عبدالله جارالله المالكي الذي أعلن اعتزاله الصحافة الرياضية، بعد أكثر من ثلاثة عقود من الزمان، أنه يعتز بشهادة عدد من الرياضيين الكبار الذين اعتبروه أول صحفي يبحث ويطلع على تأريخ بدايات الرياضة السعودية، وأبدى قلقه على الرياضة السعودية، مشيرا إلى أنها أصبحت تعاني من خلل وتقصير في كل النواحي، وقال: لا أبالغ ولا أخالف الحقائق والوقائع إذا قلت إن بعض رؤساء الأندية والاتحادات الرياضية يجهلون علم الإدارة وفن القيادة.
يوم 18 /5 /1436 أعلنت اعتزالك الصحافة الرياضية، فما هي الدوافع والأسباب التي جعلتك تعتزل الصحافة الرياضية على وجه الخصوص؟
نعم لقد أعلنت اعتزال الصحافة الرياضية عن قناعة تامة بعد أن أمضيت أكثر من 35 عاما بذلت خلالها جهودي المخلصة لخدمة الرياضة السعودية إعلاميا، مع العلم بأنني لم أكن متفرغا وإنما بدافع الهواية، حيث بدأت نشاطي منذ عام 1396 من صفحات القراء في بعض الصحف والمجلات، واعتبارا من عام 1401 بدأت في ممارسة النشاط الصحفي كمراسل ومحرر في مجال الرياضة حتى أصبحت كاتبا ومؤلفا، حيث أصدرت بعض المؤلفات التاريخية بالإضافة إلى الأفكار والمقترحات العملية التي تضمنتها مقالاتي في الأعمدة والزوايا اليومية والأسبوعية.
ما هي أبرز وأهم أفكارك ومؤلفاتك التي خدمت الرياضة والرياضيين بصفة عامة؟
من خلال كتاباتي ومقالاتي الصحفية طرحت بعض الأفكار والمقترحات التي حظيت باهتمام المسؤولين برعاية الشباب وأذكر منها إقامة بطولة الأندية العربية لكرة القدم، حيث طرحت هذه الفكرة في صحيفة عكاظ، وقد حظيت باهتمام الأمير فهد بن سلطان الذي طرحها أمام وزراء الرياضة العرب في اجتماعهم الذي عقد بتونس عام 1977، وقد وافقوا عليها بالإجماع، وبالفعل أقيمت بطولة الأندية العربية لكرة القدم التي تعتبر سعودية الفكرة.
أيضا في عام 1402 طرحت اقتراحا لتكريم الرواد الرياضيين الأوائل من الإداريين واللاعبين والإعلاميين الذين خدموا الرياضة السعودية، وقد حظي اقتراحي باهتمام الأمير فيصل بن فهد الذي أصدر توجيهاته بحصر الرواد الأوائل وتكريمهم.
أما مؤلفاتي الرياضية فقد أصدرت كتاب تأريخ المنتخبات السعودية لكرة القدم، وموسوعة تأريخ الرياضية السعودية، وأصدرت مؤلفات أخرى في مجال الثقافة الأدبية، هذا مع العلم بأن اهتمامي بتدوين التأريخ الرياضي، وحفظ المعلومات كان بدافع الهواية منذ عام 1384.
أين تضع نفسك بين المؤرخين الرياضيين؟
أنا لا أزكي نفسي بقدر ما أعتز بشهادة عبدالرحمن بن سعيد والدكتور أمين ساعاتي وعبدالله حسن العبادي وهو أول مدير لرعاية الشباب عام 1382، وقد أكد في خطابه المرفق أن عبدالله المالكي أول صحفي يبحث ويطلع على تأريخ بدايات الرياضة السعودية .. والحق ما شهد به المنصفون.
كلمة (مؤرخ) ماذا تعني من حيث التعريف اللغوي؟
المؤرخ: هو كاتب التاريخ الذي يحفظ الوقائع ويدون الأحداث مع إيضاح أوقاتها وأسبابها وذلك من واقع المتابعة والمعايشة في كل زمان ومكان.. والتأريخ أمانة.
ما رأيك في أوضاع الرياضة السعودية في السنوات الأخيرة؟
الرياضة السعودية أصبحت تعاني من خلل وتقصير في كل النواحي والمنتخبات، وأعتقد أنني لا أبالغ ولا أخالف الحقائق والوقائع إذا قلت إن بعض رؤساء الأندية والاتحادات الرياضية يجهلون علم الإدارة وفن القيادة، والأدلة والشواهد موجودة في عقود المدربين واللاعبين والشركات الراعية حيث ظهرت بعض الأخطاء والمخالفات القانونية والمالية.
ما رأيك فيا يحدث بين الرياضيين من المناوشات والمهاترات؟
ما يحدث بين الرياضيين من إداريين ولاعبين وإعلاميين ومشجعين يعد من المنكرات التي تتنافى مع مكارم الأخلاق خاصة عندما تصل إلى درجة السب والشتم وتبادل الاتهامات من خلال التصريحات، وفي الصحف والبرامج الرياضية والمواقع الالكترونية والدليل كثرة الغرامات المالية وعقوبات الإيقاف التي تطبق على الإداريين واللاعبين والمشجعين.
وبماذا تنصح الجميع؟
أنصح الجميع بقراءة سورة الحجرات التي تسمى (سورة الأخلاق والآداب) حيث يجب حفظها تجويدا وتفسيرا. والله الهادي إلى سواء السبيل.
ما رأيك في التعصب والعنصرية؟
من حيث التعريف اللغوي نقول: إن (التعصب) هو شدة ارتباط المرء بعصبته أو جماعته ومناصرتها وذلك بدافع العصبية والتحيز لمبادئها.
أما (العنصرية) فهي تكمن في الغطرسة والكبرياء والتعالي على الآخرين مع العلم بأن إبليس اللعين يعد أول من ابتكر العنصرية، وذلك عندما امتنع عن السجود لآدم وقال أنا خير منه.
في رأيك من هم الشخصيات والرموز الكبيرة الذين فقدتهم الرياضة السعودية؟
هم: الأمير عبدالرحمن بن سعود، والأمير فيصل بن فهد، والأمير محمد العبدالله الفيصل، والشيخ عبدالرحمن بن سعيد والدكتور عبدالفتاح ناظر والأستاذ عبدالله الدبل (رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته).
بحكم ميولك لنادي الاتحاد.. ماذا تقول للاتحاديين بعد اعتزالك الصحافة الرياضية؟
أقول: سجلوني واحد من جماهيره لا يضيع اسمي ولا رقم جوالي.
بعيدا عن الرياضة سنطرح أمامك بعض الأسئلة الخاصة التي نأمل أن تجيب عليها بكل صراحة.
أسأل ولا تسعل.
هل سبق لك أن دخلت السجن؟
عم لقد دخلت السجن عشرات المرات ولم تسجل ضدي سوابق جنائية ولله الحمد.
إذن كيف ولماذا دخلت السجن؟
الكيف هو أنني خلال عملي الرسمي بقوات الأمن الداخلي كنت أدخل غرف التوقيف لتفقد أحوال السجناء، كما دخلت بعض السجون العامة لزيارة الأصدقاء والزملاء من العاملين فيها.
هل تحب الشهرة؟
أنا من مشاهير الجزيرة العربية ..ولا فخر.
وما دليك على هذه الشهرة؟
الدليل والشاهد هو الأستاذ الأديب عبدالكريم الحقيل الذي ذكر اسمي ضمن مشاهير الجزيرة العربية في أحد مؤلفاته التاريخية.
هل تؤمن بالسحر؟
نعم أؤمن (بالسحر) وهو ما قبل طلوع الفجر، حيث يستجاب فيه الدعاء والاستغفار .. قال الله تعالى: (وبالأسحار هم يستغفرون).
ماذا تحب في حياتك؟
أحب الفتنة التي تتمثل في قول الله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) ولهذا فأنا أحب مالي وأولادي.
ما أجمل الرسائل التي تتلقاها أو تستقبلها على جوالك؟
أجمل الرسائل هي تلك التي تقول: (عملية إيداع في حسابك).
ما رأيك في المضاربة؟.
- البعض من المشايخ أجازها وقالوا إنها مشروعة في عروض المال والتجارة.
لو طلب منك العودة للصحافة الرياضية ..ماذا تقول؟
أقول: خلاص من حبكم يا زين عزلنا.
ألا ترى أنك استخدمت أسلوب الفلسفة في إجاباتك على هذه الأسئلة؟
الفلسفة تعني (محبة الحكمة)، وأعتقد أن إجاباتي لا تخلو من الحكم والأمثال المفيدة.