قال المستشار في الديوان الملكي وزير الصحة السابق د. عبدالله الربيعة إن المملكة أصبحت مرجعًا عالميًا في جراحة فصل التوائم ، متحدثًا في لقائه ببرنامج "في الصميم" المذاع اليوم على قناة "روتانا خليجية"، عن والفترة التي قضاها كوزير للصحة، والتحديات التي تواجه الوزارة وعلاقته بخادم الحرمين الشريفين‏ الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.

وأكد الربيعة أن خبرة المملكة جعلت من يعد كتابًا عن جراحة التوائم يُطلب من المملكة كتابة خبرتها في هذا الشأن، معبرًا عن أن ذلك النجاح سيستمر مع الربيعة وبدونه فهو نجاح وطن. ‏

واشار إلى أن خبرته في فصل التوائم السياميين بدأت من عام ١٩٩٠م و كانت أول حالة صعبة هي عملية فصل التوأم السوداني عام ٩٢م، أما الحالة الأصعب فكانت عملية فصل التوأم الماليزي والتي غطتها قناة سكاي نيوز.

وذكر الربيعة أن التحدي الأكبر الذي يواجه وزارة الصحة في المملكة هو أن الطلب أكثر من العرض، والزيادة السكانية لم يواكبها انشاء مرافق صحية، وبالنسبة للكوادر فإن أمريكا وكندا تشكو أيضا من قلة الكوادر وتقوم بتجنيس الكوادر الطبية الأجنبية، وأن أي خبير صحي يعلم أنه خلال ٢٠ عام لم يكن هناك تنمية لمشاريع الصحة لأسباب اقتصادية، واصفًا مشاكل الصحة بأنها أكبر من الأشخاص.

وأوضح أن المملكة، في العمل الانساني، لا تنظر الى دين ولا طائفة ولا عرق ولا لون، وأنه حدث ‏عندما زار الملك عبدالله التوأم السيامي الكاميروني، أن أتى بعدها والدهم يسألني عن الاسلام ‏‏"الذي جعل ملككم يزور اطفالي"، وأسلم الأب وأسلمت قريته كلها بعد ذلك.

ولفت الربيعة إلى أن تغيير الوزراء ظاهرة صحية، وأنه لا يعتقد أن كورونا هي سبب تركه الوزارة، كما أكد أنه لا يعارض الخصخصة، وأنه راضٍ عما قدمه كوزير للصحة، ومتفائل بالقطاع الصحي الفترة القادمة بإذن الله في ظل المشاريع التنموية.

وعن علاقته بخادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال إن الملك حين كلفه بالوزارة قال له: (تحلّ بالصبر) وأنه اعتبرها دستورًا له، كما أنه كان قريبًا من الملك عبدالله رحمه الله وملازمًا له خلال الـ ٣ شهور الاخيرة من حياته، لدرجة أن الملك أمره بأن يذهب لبيته وابنائه قائلا أنهم أحق به، ورد عليه قائلًا: "اسمح لي أن أعصاك"، وأن زوجته لامته لعودته للبيت في اليوم السابق وترك الملك عبدالله.

واستعاد الربيعة الأيام واللحظات الأخيرة في حياة الملك الراحل وأن الملك شعر بالتعب وكان يحتاج الأوكسجين ولكنه طلب أن يصلي الفجر أولا، وكانت تلك آخر صلاة صلاها الملك الراحل حتى وفاته.

وأشار المستشار في الديوان الملكي أن توقيت وفاة الملك عبدالله كان الساعة 12 و40 دقيقة صباحًا وأن الخبر أعلن مباشرة عن طريق الديوان الملكي، وأن الجميع أدرك أن حالة الفقيد كانت صعبة بناء على مؤشرات الحالة، واصفًا الملك عبدالله بأنه كان انسانًا قائدًا حنونًا مدرسةً في تعليم الصبر والحكمة.