كشف 50 % من الحجاج ممن استطلعتهم «عكاظ» أمس، غياب أي أنواع التوعية من قبل مكاتب شؤون الحجاج، التي تشرف على خدماتهم من بلدانهم، معترفين أن هذا الأمر ينقصهم، خاصة في ظل الحشود الكبيرة التي تؤدي المناسك، وفي ضرورة الحفاظ على أرواح وسلامة الآخرين.

وأكدت النسبة المتبقية من الحجاج (عينة الاستطلاع) أن معدل التوعية والبرامج المختلفة سواء في شرح المناسك أو في كيفية التعامل عند الوصول، وتعليمات السلامة سواء في الرمي أو الانتقال بين المشاعر، لا تزيد على 300 دقيقة، منذ علمهم بأنهم ضمن حجاج بيت الله الحرام لهذا العام، فيما تنحصر في جانب نظري بعيدا عن أي إطار عملي، مثلما هو الحال في بعض الدول المتميزة في هذا الجانب.

واتفق الحجاج على أن التوعية تبدأ من بلدانهم، لأن توقيت الوصول إلى المشاعر المقدسة ضيق، وفيه الكثير من الصعوبة جمع العدد في مكان واحد، خلاف ما يمكن أن يتم في بلدانهم، حيث المتسع من الوقت، وتوفر الأماكن.

5 ساعات

واعترف الحاج الجزائري، أنهم تلقوا نحو 300 دقيقة توعية موزعة على أيام، لكن البرامج نظرية وليس فيها ما يرسخ المعلومة، إذ أنها لا تحوي أي وسائط أو فيديوهات حديثة يمكن أن تثبت المعلومات والتوعية، فالواقع يختلف عن النظري ويجب الشرح بالواقع، مطالباً بوجود برامج توعوية على شكل مجسمات للتوعية العملية لمرافق الحرم أو للمشاعر المقدسة، لافتا أن هناك حجاجا من جنسيات آسيوية لديهم برامج توعوية عملية.

ضعف التوعية

واتفق كرم فتحي على ضعف التوعية قبل القدوم للحج، لافتاً إلى أنه من المفترض أن يكون هناك تنسيق لبرامج التوعية حتى لو تكون مسجلة على شكل أفلام فيديو وتوزع على الحجاج بلغاتهم المختلفة لمعايشة واقع الحاج بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وأضاف، أن البعثة تحدد عدة أشخاص لإعطاء برامج توعوية ضعيفة وليست بالسهولة الوصول إليهم بسبب عدم الدعوة لموعد اللقاءات، مطالباً بالجلوس مع كل حاج وشرح الآلية التي يتبعها الحاج.

وطالب من مكاتب شؤون الحج بتكثيف التوعية قبل القدوم للحج مع الشرح على مجسمات عملية لمشعر منى وعرفات ومزدلفة ورمي الجمار، مشيراً إلى أن هناك تجاوبا من قبل المطوفين في السعودية لإرشادهم بأهم الطرق التي لا تعرضهم للمناطق الخطرة.

تكثيف التوعية

وأشار الحاج برعي محمد أحمد من السودان إلى أنهم يعقدون عدة لقاءات متكررة بتدريب نظري وعملي كمجسمات للمشاعر المقدسة، مطالباً بتكثيف هذه الجرعات التوعوية في المستقبل، مثمناً الخدمات التي قدمتها المملكة لحجاج بيت الله الحرام.

وبين الحاج عامر خفاجي من العراق أنه يقدم للحاج قبل قدومه عدة دروس توعوية يتم من خلالها تثقيفه على مناسك الحج، مطالباً بتطوير الحقائب التدريبية في المستقبل، بما يتوازى مع الخدمات التطويرية في المشاعر المقدسة. وأشار إلى أنه خلال السنين الأخيرة بدأت بعثة الحج بتثقيف الحجاج وتوزيعهم على شكل حملات مع كل حملة فيها مرشد ليدل الحجاج على الطرق التي يتبعونها في تنقلاتهم بين المشاعر سواء عن طريق الحافلات أو ممرات المشاة، مشيراً إلى أن كل حاج بعد الموافقة عليه يحصل على خمس محاضرات توعوية وتثقيفية.

غير إلزامي

وأوضح الحاج من لبنان جمال معروف أن هناك عدة دروس تقدم لهم، لافتاً إلى البرنامج كان غير إلزامي، مشيراً إلى أن التوعية التي يتلقاها لها تأثير إيجابي، مطالباً بتكثيفها في المستقبل وفرضها بشكل إلزامي على جميع الحجاج كوثيقة تأهيل للحج.

وقال الحاج رزقار محمد صالح من تونس إن هناك برامج توعوية نظرية وعملية، لافتاً إلى أنها تختلف قليلاً عن أرض الواقع، مطالباً بتكثيفها في المستقبل.

ونفى الحاج حسين محمد من اليمن تلقي أي برامج توعوية وتثقيفية قبل قدومه للحج، ربما للأحداث التي تشهدها اليمن حاليا، مبينا أنه يحج للمرة الأولى ولا يعرف عن التوعية في السابق، مشيراً إلى التوعية التثقيفية عن المراحل التي يمر بها الحاج مهمة ولها تأثير إيجابي من ناحية دراية الحاج بالطريق الذي يعبر معه، مؤكداً إلى أن سبب التدافعات التي حصلت عدم دراية الحاج بالطريق الذي يعبر معه.

وطالب الحاج التونسي بركات محمد بزيادة الجرعات التثقيفية للحاج التونسي قبل قدومه للمشاعر المقدسة، بقوله «لابد من تكثيف البرامج التوعوية التي تعطى للحجاج التونسيين من خلال زيادة الساعات التطبيقية بشكل أكبر؛ لإعطاء فرصة للحجاج الأميين من الاستفادة منها بشكل أكبر».