اعتبر سفير خادم الحرمين الشريفين لدي دولة الكويت السفير د. عبد العزيز الفايز أن الاتفاقية الأمنية الخليجية ضرورة أمنية ملحة في ظل التهديدات والعمليات الإرهابية التي تواجهها دول المنطقة لا سيما أنها دخلت حيز التنفيذ، معتبرا في الوقت نفسه أن التباين السياسي الداخلي الكويتي هو شأن داخلي لكن دول المنطقة صادقت على الاتفاقية ودخلت حيز التنفيذ بعد أن صادق عليها القمة الخليجي وأن أمن الخليج جزء لا يتجزأ.

كلام السفير الفايز جاء في لقاء خص به الجزيرة مهنئا المملكة وقيادتها باليوم الوطني ومستذكرا الملحمة الوطنية لمؤسس المملكة الراحل الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله.

وأكد السفير الفايز أن موسم الحج لهذا العام نجح بكل المقاييس معتبرا المشككين إما جهلة أو حاقدين ولفت إلى أن مطالب البعض بإدارة الحج من قبل جهة دولية هي أصوات نشاز هدفها سياسي للنيل من نجاحات مواسم الحج على مدى العقود الماضية.

وحول ما أثير في وسائل الإعلام الكويتية بشأن البصمة السعودية على المنافذ قال السفير عبد العزيز الفايز «هو أمر سيادي حق للملكة ولا أعلم لما هذا اللغط في وسائل الإعلام وهو إجراء متبع في أكثر دول العالم لإثبات الهوية وكل الامتعاض يعود كون الإجراء يعطل البعض على المنافذ للتأكد من الشخصية « معتبرا أن الأمر يتعلق بإجراء سعودي داخلي ومطبق على جميع المنافذ ولكل الجنسيات دون تمييز.

نحو ذلك كان هذا اللقاء وهذه تفاصيله...

- بداية ماذا يقول السفير عبد العزيز الفايز للملكة في عيدها الوطني والذي تزامن هذا العام مع موسم الحج؟

من يمن الطالع أن يتزامن اليوم الوطني ال 85 للملكة مع عيد الأضحى المبارك وموسم الحج في الوقت الذي كنا نسترجع ذكريات الملحمة الوطنية الكبرى التي أدت بقيادة المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود إلى توحيد هذا الكيان ليصبح الكيان القوي الشامخ الذي نفخر به جميعا والذي يتزامن مع موسم للحج للعام 1436.

المملكة مع نهاية كل موسم حج تبدا الاستعدادات للموسم القادم ولا توفر الجهد البشري والمالي والتنظيمي والصحي والإداري والأمني لضيوف الرحمن، كما أنها فخورة باحتضانها للحرمين الشريفين ولعل من مؤشرات الفخر لهذا الأمر اللقب الرسمي لملك المملكة العربية السعودية ألا وهو خادم الحرمين الشريفين، الحمد لله موسم الحج لهذا العام انتهى بنجاح يشهد له الجميع عدا حادث التدافع المؤسف الذي حدث في مشعر منى والذي ندعو لمن قضوا فيه بالرحمة والمغفرة وإذا وضعنا الأمور في سياقها الصحيح وفي ظل العدد الكبير الذين تجاوزوا المليوني حاج سنقول الحمد لله أن موسم الحج انتهى بذلك النجاح.

أصوات

* رغم الإنجازات والخدمات المميزة التي تقدمها السلطات السعودية لضيوف الرحمن إلا أنها ظهرت بعض الأصوات النشاز التي تحاول الإساءة لموسم الحج بماذا ترد؟

- مثلما ذكرتم هي أصوات نشاز، فقدرت المملكة على تنظيم موسم الحج حظيت بالإشادة من كافة الجهات بالعالم والمملكة لا تنتظر الجزاء والشكر على واجبها تجاه حجاج بيت الله وهي تنطلق من كونه واجب عليها وحكام هذه البلاد حفظهم الله حريصون دائما على تقديم كل سبل الراحة والخدمات لحجاج بيت الله الحرام وزواره ومن يشكك أو ينتقص من جهود المملكة إما أنه جاهل لا يعرف مدي الجهد الذي يبذل أو أنه حاقد وهذا لا نلتفت إليه.

إدارة دولية

* وصل الحد بإيران أن تطلب إدارة دولية للحج ما هو تعليقكم؟

- المملكة منذ تأسيسها قبل حوالي 9 عقود وهي تقوم بإدارة الحج بكل قدرة واقتدار ولا تحتاج لمن يقدم لها المقترحات لكيفية إدارة موسم الحج وعموما هذه الدعوة الإيرانية لم تجد لها أي صدى أو تأييد وتظل دعوة سياسية ذات أغراض وأبعاد معروفة وأهدافها الواضحة للتشكيك في جهود المملكة وفيما استطاعت المملكة القيام به في مواسم الحج الماضية.

الاتفاقية الأمنية

* فيما يتعلق بالعلاقات الكويتية السعودية يظهر تباين في المواقف السياسية الكويتية بشان الاتفاقية الأمنية الخليجية ما هي رسالتكم للأشقاء في الكويت بشأن ضرورة الانتهاء من توقيعها؟

- موضوع الاتفاقية الأمنية الخليجية أقرها وزراء الداخلية في دول المجلس ووافقت عليه القمة الخليجية ويبقي موضوع المصادقة عليها في الكويت هذا شأن داخلي كويتي ولكن الاتفاقية دخلت حيز التطبيق بين الدول التي صادقت عليها وأريد أن أشير إليه في هذا السياق أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ وكلنا ندرك حجم المخاطر والتهديدات الإرهابية والعمليات الإرهابية في المنطقة وأنا على قناعة أن أشقاءنا في الكويت سيتخذون القرار المناسب.

إثارة الفتن

* بعد الاتفاق النووي الإيراني ثمة من يعتقد أن الحكومة الإيرانية ستتفرغ لإثارة الفتن في المنطقة؟

- أولا من حيث المبدأ المملكة موقفها واضح بالنسبة لأسلحة الدمار الشامل في المنطقة وتدعو لنزع أسلحة الدمار الشامل وهذا ينطبق بطبيعة الحال على كل دول المنطقة وموضوع الاتفاق الإيراني مع مجموعه 5 +1 موضوع أعلنت الممكلة تأيدها من حيث المبدأ للاتفاق ولكن ما نتمناه أن تنصرف الحكومة الإيرانية إلى بناء اقتصادها وتقديم كل ما يهم أبناء شعبها خصوصا بعد انفراج العلاقات مع دول العالم وتخفيف العقوبات عنها، كما أن المملكة ودول المنطقة يقظة ولن تقبل التدخل بشؤونها الداخلية.

خاصرة العرب

* اليمن خاصرة العرب من وجهة نظركم كم ستطول تطورات الأوضاع في اليمن وهل بتقديركم الإنجازات التي حققها التحالف العربي بقيادة المملكة ستسرع أسس الحل الدبلوماسي؟

- لنضع الاأمور في سياقها الصحيح بعد الانقلاب على الشرعية الذي قادته الجماعات الحوثية مع فلول النظام السابق طلبت الحكومة الشرعية في اليمن الدعم والمساندة من شقيقاتها الدول العربية وتشكل التحالف العربي وبدأت عاصفة الحزم وانتهت المرحلة وبدأت مرحلة إعادة الأمل والعمليات العسكرية تسير وفق ما هو مخطط لها والحكومة اليمينة الشرعية عادت إلى عدن والرئيس اليمني في عدن الآن وإلى متى ستستمر العمليات العسكرية هذا أمر يتحدد على أرض اليمن، لكن نتمنى انتهاءها وتستأنف العمليات السياسية السلمية في اليمن وأن يتم إيقاف تجاوزات القوى الحوثية والجماعات المؤيدة لها ولا ننسى أنهم كانوا يتلقون دعما خارجيا واضحا وكانت تهدف إلى إحداث تغيرات جوهرية في اليمن وتهدد شقيقاتها.

الحزام الشيعي

* هناك من يتحدث عن الحزام الشيعي يمتد من العراق إلى سوريا ولبنان ماذا تريد إيران من المنطقة اليوم تحديدا؟

- يجب عدم خلط الأمور المذهبية بالسياسية لدينا قوى إقليمية لديها طموحات للسيطرة على المنطقة ودول المنطقة واعية لذلك ولن نقبل السيطرة أو الهيمنة لأي قوى دينية كما أن المملكة العربية السعودية دائما في سياستها الخارجية تسعى إلى استتباب الأمن والاستقرار وإلى إقامة علاقات ودية مع دول المنطقة، لكن في حال قيام أي من الدول اوالقوي الإقليمية تجاوز ذلك.. حينها لكل حادث حديث وستكون لدول مجلس التعاون مواقف موحدة.

علاقات وثيقة

* بعد أن قضيت فترة جيدة في الكويت كسفير للمكلة وتملك شبكة علاقات كبيرة في المجتمع الكويتي، كيف تصف لنا حجم العلاقات الكويتية السعودية؟

- بعد هذه الفترة التي قضيتها في الكويت أستطيع القول بثقة إن العلاقات الكويتية السعودية علاقات وثيقة ومتميزة فالجانب السياسي معروف لدى الجميع والتنسيق قائم ومستمر بين القيادتين وبين المسؤولين كافة ولكن الشيء الذي قد لا يدركه الكثيرون حجم العلاقات الوثيقة بين المجتمعين بين الأسر والقبائل والتجمعات البشرية، السعودي عندما يصل إلى الكويت ويحتك بالأخوة والأخوات يحس أنه ليس في بلد أجنبي كل أوجه بل بين أهله، العلاقات الوثيقة بين القيادتين والدولتين تنعكس على التفاهم بين الشعبين، السعودي في الكويت يجد القلوب قبل الأبواب مفتوحة له بنفس الوقت الترابط الأسري قوي بين البلدين حركة التواصل البشري عبر الحدود كبيرة جدا ومؤشراته واضحة بالإجازات والأعياد ومراكز الحدود دائما مليئة بالمسافرين من الكويت إلى المملكة والعكس.

بصمة المنافذ

* بالعودة إلى اللغط الذي أثير بالصحف الكويتية بشأن البصمة على الحدود السعودية وإثارة قضية المزدوجين كيف قرأ السفير السعودي التعليقات الصحفية بهذا الشأن؟

- أثير لغط حول موضوع سيادي وهو حق للملكة وجزء من عملية تنظيمية سعودية داخلية في ضبط عملية الدخول من وإلى المملكة وهذا يطبق على المواطنين السعوديين البصمة عند الدخول والخروج لضمان عدم انتحال الشخصية وهذا إجراء مطبق في كثير من دول العالم ولا يواجه أي تذمر أو امتعاض، في الحقيقة استغربت حجم ما أثير في وسائل الإعلام الكويتية وأعطي الموضوع أكبر من حجمه الحقيقي علما أن تنظيم عمليات الدخول من وإلى أي دولة هو أمر سيادي يخصها، ولا يلتفت إلى تذمر فئة قليلة، وينطبق الأمر على المنافذ السعودية مع الكويت وبدأ تدريجيا وسيطبق مع جميع الدول التي نتشارك معها بالحدود، ويخضع له كل القادمين والمغادرين للأراضي السعودية ومن كل الجنسيات دون تمييز.. الانزعاج كان بسبب الوقت الذي يستهلكه المسافر على المنافذ للتأكد من البصمة فقط..

الجانب الآخر:

* في الجانب الشخصي ومن سيرتك الذاتية العطرة تقلدت مواقع كثيرة في المملكة قبل أن تكون سفيرا لخادم الحرمين في الكويت كنت عضوا لمجلس الشورى السعودي وأستاذ دكتور في جامعة الملك سعود كيف تلخص لنا رحلة العمل الدبلوماسي؟

- أعتبر نفسي محظوظا لأنني أتممت تعليمي الجامعي والدراسات العليا ثم حظيت بشرف الانتساب إلى سلك التدريس في جامعة الملك سعود للعلوم السياسية وبعد ذلك تشرفت باختياري عضوا لمجلس الشوري وخدمت فيها لثلاث دورات وخدمت فيها 12 سنة واعتقدت أنها نهاية الرحلة العملية لكنني كلفت وتشرفت بأن أكون سفيرا لخادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت ولعل خلفيتي الأكاديمية و»الشورية» نسبة لعملي في مجلس الشوري كانت خير عون لي في المجال الدبلوماسي والذي كان جديدا علي لكنها في نفس الوقت سهلت علي كسر الحواجز مع كثير من قطاعات المجتمع وحظيت بتقديم أوراق اعتمادي إلى سمو أمير الكويت وتدريجيا تعرفت على كبار رجال الدولة والمسؤولين ولم أقصر جهدي واهتمامي على الجانب الرسمي التفت إلى مكونات المجتمع الكويتي من أسر وقبائل مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية والأشخاص الفاعلين في كل هذه القطاعات والحمد لله الأنسان لا يستطيع الحكم على ما قام به، وأدائه؛ لكنني في قناعتي الداخلية أنا راض عن ما أقوم به والكمال لله عز وجل، والعمل الدبلوماسي عمل يتطلب الجهد والاهتمام وأدعو الله عز وجل أن يوفقني لإتمام هذه المهمة على أكمل وجه.

السفير الدينامو

* الحديث دائما مع الزملاء من الكويت يلفتنا إلى أنهم يطلقون عليك لقب السفير «الدينامو» كونك موجودا ومتواجدا في كل المناسبات الرسمية الشعبية والدواوين كيف يؤثر هذا عليك؟

- لم آت من خلفية إدارية دبلوماسية وطبيعة الحياة الأكاديمية والعمل في مجلس الشورى تجعلك على تواصل مستمر مع الآخرين ولعل ذلك سهل لي مهمة التواصل مع مكونات المجتمع الكويتي وأنا أعتقد أن الشخص الذي يمثل وطنه في بلد آخر يجب أن لا يقتصر نشاطه على المؤسسات الرسمية بل يتفاعل مع كل مكونات المجتمع والجهد الذي أقوم به أعتبره جهد المقل لا يستطيع الإنسان أن يغطي كافة المناسبات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ولكن لله الحمد الصيت ولا الغنى.. وأتمنى أن أكون نجحت في تمثيل بلادي على الوجه المطلوب وأن أكون فعلا سفيرا لخادم الحرمين الشريفين وهي مسؤولية كبيرة يترتب عليها التزامات كثيرة وأدعو الله عز وجل أن يعينني على القيام بها.

* هل تشتاق لطلبتك بعد أن انتقلت للعمل الدبلوماسي؟

- نعم.. أشتاق للحياة الأكاديمية وأتذكرها بشغف وهي ذكريات عطرة وجزء من تاريخي العملي..