قال مسؤول عسكري روسي إن المحققين الروس لم يتمكنوا من الحصول على معلومات من الصندوق الأسود للمقاتلة التي أسقطتها تركيا على حدودها مع سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأضاف المتحدث العسكري الروسي في مؤتمر صحفي أن الصندوق أصيب بأضرار ولن تكون هناك أي إمكانية لأخذ معلومات منه عما جرى قبل إسقاط تركيا للطائرة، مشيرا إلى أن روسيا "ستطلب المساعدة من المختصين، مما يتطلب وقتا طويلا قبل تحقيق أي تقدم".

وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج إن اللجنة عندما قامت بفتح الصندوق لاحظت ضررا في الغطاء، ولكن عندما أخرجت الشرائح ووضعت أمام عدسات الكاميرا بدت بحالة طبيعية.

غير أن ما يقوله الروس على الأقل في تصريحهم اليوم -حسب شاوج- هو أن كل الاختبارات والتحاليل التي أجريت على الـ16 شريحة الموجودة داخل الصندوق أظهرت أن 13 من بينها كانت محطمة، وأن شريحة واحدة من بين الثلاث الباقيات تمكن قراءتها، مما دعا الروس إلى إيقاف تحليل الصندوق الأسود للطائرة.

وأوضح مدير مكتب الجزيرة في موسكو أن وسائل الإعلام الروسية تناولت اليوم مستقبل التحقيق، ورأت في التصريح الجديد إحراجا للموقف الروسي، خاصة أنها حاولت أن تظهر صحة روايتها عن إسقاط الطائرة بدعوة خبراء من كل الدول لم يحضر منهم غير الصينيين.

وبدا التصريح اليوم وكأنه محاولة لإقناع الناس بأن الخطأ يأتي من الضرر الذي أصاب الصندوق وليس من الرواية الروسية، مما يجعل الموقف الروسي اليوم أكثر ضعفا.

وكانت السلطات الروسية قد ذكرت أن الصندوق تضرر من الصاروخ جو-جو الذي أطلقته تركيا على الطائرة، وأيضا بفعل الارتطام بالأرض، مشيرا إلى أن رقائق الذاكرة الموجودة في الصندوق تحطمت بشكل واضح.

وصرح مسؤولون بأن الخبراء سيحاولون تحليل محتوى الصندوق الأسود خلال اليومين القادمين باستخدام معدات خاصة قبل أن يعلنوا عما توصلوا إليه يوم الاثنين القادم.

وقد فتحت روسيا الصندوق الأسود للطائرة الحربية الروسية سوخوي 24 التي أسقطتها تركيا الشهر الماضي، لمعرفة ما إذا كانت قد انتهكت الأجواء التركية أم أنها أسقطت عمدا.

وأوضح سيرغي دورنوف نائب قائد القوات الجوية الروسية في مؤتمر صحفي في موسكو يوم الجمعة أنه من أجل ضمان شفافية التحقيق توجهت وزارة الدفاع الروسية إلى لجنة الطيران التابعة لرابطة الدول المستقلة وإلى خبراء من 14 دولة للمشاركة في تحليل الصندوق الأسود، وقد وافق منهم صينيون وبريطاني، أما البقية فرفضوا بذرائع مختلفة.

ودفع الحادث الذي وقع يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي موسكو إلى فرض عقوبات اقتصادية على تركيا، وقوبل برد غاضب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اتهم أنقرة مرارا بأنها "طعنت روسيا من الخلف".

وتقول تركيا إن المقاتلة القاذفة الروسية طراز سوخوي 24 التابعة للقوة الروسية المتمركزة في سوريا توغلت في أجوائها وتجاهلت تحذيرات متكررة كي تغادر.