في الوقت الذي تجتاح من خلاله حمامات الساونا وقاعات التدليك العالم التجميلي، في كل اصقاع الارض والتي لاقت اقبالا نظرا لما تحمله من طريقة نموذجية لصقل الاجساد وتنظيفها بطرق صحية بعيدة عن الكيماويات واضرارها، فيما تزدهر تجارة الحمامات المغربية بجوار متحف اللوفر في فرنسا، وتنتعش تجارة النوادي الصحية في اسبانيا وفلوريدا، وفلورنسا، وسويسرا.

وحين تصبح الدعوة إلى الاستمتاع بالساونا، وحمامات البخار هي دعوة ترغيب سياحية، تبدأ الامانات في المملكة حملة كبيرة لإغلاق أماكن الساونا والحمامات المغربية في مختلف المناطق.

إهدار المال

هذا القرار أثار حفيظة سيدات الاعمال المستثمرات في هذا القطاع، وانذرهن بخراب عاجل لم يفهمن له سببا ولا عرفن له منطقا، وبطبيعة الحال فإن لا احد ضد تنظيم العمل في أي مجال واعطائه الدرجات القصوى من الالتزام بالمعايير، والدقة في تنفيذ المواصفات التي تكفل الحصول على خدمة على اعلى مستوى، إلا أن إغلاق النشاط ككل ودون سابق انذار، واهدار ملايين الريالات التي استثمرتها سيدات الاعمال في هذا المجال، وافلاس بعض المراكز واغلاقها لتضررها بسبب عدم قدرتها على تسديد التزاماتها المادية، أدى إلى غضب المستثمرات السعوديات.

حاجة المجتمع

البلديات التابعة للأمانة قامت بتنفيذ قرار اغلاق انشطة المساج والحمام المغربية الصادر من وزاره الداخلية، من غير اعطاء أي اسباب واضحة وصريحة لإلغاء مثل هذه الأنشطة في المراكز النسائية، وتولت سيدات الاعمال المتضررات مخاطبة الجهات المعنية، وشرحن اهمية توفر مثل هذه الأنشطة في محلاتهن لحاجة المجتمع الماسة لها، لما فيها من عناية بالجسم والنظافة الشخصية والراحة البدنية والعقلية للنساء، إلى جانب توفيرها دخل اضافي لصاحبات المحلات خاصة وأن لديهن التراخيص من البلديات بالقيام بالأنشطة النسائية المختلفة، ومن يعمل فيها هن من النساء ولم يوضح او يرفق مع رخصهن أي تحذير ان المساج او الحمام المغربي او التركي او صنفرة الجسم جميعها ممنوعة.

تشتت المستثمرات

سيدات الأعمال طالبن بإعادة ترخيص هذه الأنشطة داخل نفس محل التجميل، الصالون وليس في محل مستقل تفاديا للخسائر المالية الكبيرة، مبررات ذلك كي لا تشتت صاحبة المنشأة واضعاف موقفها وأدائها، حيث قالت المستثمرة رابعة السبكي صاحبة مركز نسائي:" تكلف انشائي لمركزي الملايين وهو مجهود عمري وتعب السنين، ولقد تضررت جدا من الاغلاق الامر الذي سوف يعرضني لمساءلات مالية ليس لي يد في حدوثها، فأنا لم أخالف النظام لكونِ استخرجت رخصة مركز يعمل بالأنشطة النسائية، وأطالب بترخيص للنشاط الصحي عوضا عن اغلاقه".

قرار مفاجئ

وتضيف منى بافقيه صاحبة مركز ايضا، انها بدأت هذا العمل منذ عشر سنوات ومن لحظة استخراجها للرخصة، وفتحت مركزا يضم انشطة نسائية ولم تنوه البلدية سابقا في أي لحظة عن أي منع لهذا النوع من النشاط، مبينة أن الامر مفاجئ

وغير مبرر وإغلاقها سوف يكبدها خسائر فادحة، مطالبة بترخيص هذا النشاط ووضع اسس ومعايير يعمل عليها ولجنات تعقد لخدمة هذا النشاط وإعطائه حقه حاله حال بقية الأنشطة على جميع الأصعدة.

خسائر محتملة

بدورها اكدت ندى الردادي صاحبة مركز أن اغلاق مثل هذا النشاط في المراكز سوف يكبد المستثمرات خسائر مادية فادحة لأنشطة قائمة من اكثر من عشر سنوات وانتشرت في الأونة الأخيرة لحاجة المجتمع الماسة لها، موضحة أنه ليس من المنطق أن تغلق من غير سبب وجيه يسند عليه لو هناك مخالفات يعاقب المسؤول عن المخالفة وليس الكل وتوضع المعايير والمقاييس لهذه الأنشطة بعد مناقشتها مع من لهم الخبرة والدراية، عبر ايجاد رخصة لهذه النشاط وعدم ارفاقها بالنوادي الرياضية.

نشاط قائم

من جانبها أوضحت امل بينس صاحبة مركز، أن نشاطها قائم على هذه الأنشطة وأن تضررها كبير جدا وانها ملتزمة بكل الضوابط والزي الاسلامي ساتر فيما يخص الحمام، مطالبة بوضع مفتشات يشرفن على تقيد السيدات بالضوابط وتشاركها الرأي نورا الشراري، صاحبة مركز بضرورة وضع تراخيص لهذه الأنشطة لما تكبدنه من خسائر لبناء الحمامات، فيما أكدت لينا حجاوي صاحبة مركز، انها لن تتخلى عن مشروع عمرها بسبب تجاوزات من بعض الاشخاص الذين من الممكن أن يسئوا لسمعة المهنة الشريفة من تزيين شعر وعناية بالجسم.