اعتدى النائب كمال أحمد ، عضو مجلس النواب ، الأحد، على النائب توفيق عكاشة وضربه بـ«الجزمة»، وقرر المجلس طرد النائبين خارج القاعة، ولجأ الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، لرفع الجلسة للاستراحة نصف ساعة، بعد أن عمت الفوضى القاعة.

كان عكاشة قد وصل إلى الجلسة متأخرا بعد صدور قرار بإحالته للجنة تحقيق خاصة، وتوجه فور وصوله إلى القاعة في حراسة الأمن برفقة مدير أمن المجلس، وجلس في الصف قبل الأخير يسار رئيس المجلس خلف نواب حزب النور.

وبعد دقائق توجه عكاشة إلى الأمين العام بالقاعة، وأثناء حديثه معه اقترب منه النائب كمال أحمد من الخلف، ووضع يده على كتفه وأشار عليه، ووجَّه حديثه لرئيس المجلس قائلا: «توفيق عكاشة أهو يا ريس»، وهتف عدد من النواب قائلين «اطلع بره»، ثم خلع أحمد حذاءه وضربه به على ظهره ورأسه بشدة عدة ضربات متتالية.

وتدخل النواب للفصل بينهما، وعلق عبدالعال قائلا: «هذا تصرف لا يليق يا سيادة النائب»، واستمر أحمد في مهاجة عكاشة بالكلام، ونجح النواب في إبعاده عن عكاشة، وأعلن رئيس المجلس قراره بطرد النائبين من القاعة، وهو ما وافق عليه الأعضاء، واستمرت الفوضى والتشابك بالألفاظ داخل القاعة، الأمر الذي دفع عبدالعال لرفع الجلسة لمدة نصف ساعة.

واصطحب السيد الشريف، وكيل المجلس، عكاشة، خارج القاعة إلى مكتبه رافضا أن يتم تصويره أو إدلائه بأي تصريحات صحفية، وقال الشريف للصحفيين البرلمانيين قبل دخوله مكتبه: «ما حدث أمر غير مقبول شكلا وموضوعا نهائيا».

ووصف اللواء سامح سيف اليزل، رئيس ائتلاف دعم مصر، واقعة الاعتداء على عكاشة بـ«المؤسفة»، حيث تعسك صورة سيئة وسلبية عن المجلس لم نكن مضطرين لها، مضيفا: «ما فعله كمال لا يعكس احترامه لقرار المجلس بإحالة عكاشة للجنة خاصة بالتحقيق».

وتابع: «كان من المفترض على عكاشة ألا يحضر جلسة اليوم، خاصة أنه يعلم مدى احتقان النواب من لقائه بالسفير الإسرائيلي»، مشددا على أن المجلس سينتهي من إقرار لائحته في أقرب وقت، ولن تؤثر واقعة الاعتداء على عكاشة على سريان الجلسات.

وطالب النائب علاء عبدالمنعم، المتحدث باسم ائتلاف دعم مصر، بإحالة كمال أحمد إلى لجنة تحقيق، لأن اعتداءه على زميل تصرف غير مسؤول ومخالف لكل الأعراف البرلمانية وقواعد الأخلاق، وتابع: «فوجئت بواقعة الاعتداء وأرفضها تماما، وكيف تصدر من نائب برلماني مخضرم؟».

من جانبه، دعا النائب مرتضى منصور، عشرات النواب إلى التصويت على إسقاط عضوية كمال أحمد، عند انعقاد الجلسة، وقال موجها حديثه لهم خارج القاعة: «مفيش نائب يُضرب بالجزمة، كمال أحمد ضرب المجلس كله، ولابد من إسقاط عضويته النهاردة»، مضيفا: «أول مرة في تاريخ المجلس أن يعتدى على نائب داخل القاعة، كمال أحمد أهان المجلس ووصفه بالسيرك في بداية عمله، واليوم يضربه لأن النواب احترموا سنه وصمتوا على تجاوزاته».