رفض والد أحد عناصر المجموعات المسلّحة التي هاجمت مدينة بن قردان التونسية تسلّم جثة ابنه الذي قُتل على أيدي الوحدات الأمنية والعسكرية، مشيرًا إلى أنه لم يبكِ عليه ولم يأسف على وفاته، مطالبًا من التونسيين أن يسامحوه لأنه "أنجب هذا الإرهابي".
وقال علي المليلي، والد أحد قتلى جماعة مرتبطة بـ"داعش" حاولت إقامة إمارة متطرّفة في بن قردان على الحدود مع ليبيا، في تصريحات هاتفية لإذاعة "جوهرة إف إم" المحلية إن الأمن التونسي لم يخبره رسميًا بمقتل ابنه، لكنه تعرّف عليه انطلاقًا من صور تم تناقلها في فيسبوك للمسلحين القتلى الذين يصل عددهم إلى 49 قتيلًا منذ بدء عملية التصدي لهجومهم، متحدثًا عن أنه لن يقبل تسلّم الجثة.
وتابع المليلي: "أنا أبكي وأتالم على الشهداء والجرحى من المدنيين ورجال الأمن والجيش.. فلا تعتبروني أبكي على ابني، فمن المستحيل أن أحزن لمقتله"، مضيفًا: "أترّحم على الشهداء وأعزي عائلاتهم وأتمنى أن تسامحني ومعها الشعب التونسي".
ولفت الوالد الذي يقطن بولاية المنستير إلى أن ابنه غادر البيت شهر سبتمبر/أيلول 2015 واختفى عن الأنظار، وقد قام الوالد بإخطار رجال الأمن باختفاء ابنه المفاجئ، ولم يعلم عن أي شيء منذ ذلك الحين، معربًا عن شكره لقوات الأمن لما وصفه بـ"حسن تعاملهم معه" في قضية اختفاء ابنه.
وكان القطب القضائي لمكافحة الإرهاب قد أعلن أمس الخميس أنه تعرّف على على هويات جثت 22 مسلحًا من الجماعات التي هاجمت بن قردان، وأن جميعهم يحملون الجنسية التونسية، فيما بلغ عدد الضحايا من المدنيين والعسكريين خلال صد الهجوم 30 قتيلًا وعدد من الجرحى.