قدم الأمير نواف بن سعد باستقالته بشكل مفاجئ عقب خروج الهلال من بطولتين في ظرف 5 أيام، لأسباب معلنة تحدث عنها في تصريحه التلفزيوني عقب نهاية مباراة أهلي جدة. أما غير المعلن بحسب تسريبات صحفية فإن السبب الرئيس في ابتعاد الرئيس هو ارتفاع فاتورة الديون وزيادة الأعباء المالية على كاهل إدارته.

ودعا رئيس نادي الهلال أعضاء شرف فريقه إلى عقد اجتماع عقب فراغ الفريق من مباراة تراكتور الايراني في دوري أبطال آسيا لاختيار رئيس جديد، وزاد: "أنا علي إكمال مشوار الآسيوية وبعدها أدعو أعضاء الشرف إلى عقد اجتماع واختيار رئيس جديد".

وخلال الأعوام الماضية لم يتقدم أي رئيس هلالي باستقالته من المنصب لأسباب مالية، بل كانت تبنى الاستقالة على أسباب شخصية أو رياضية مثلما فضل الأميران سعود بن تركي ومحمد بن فيصل بسبب عدم تفرغ الأول، وإكمال الأخير فترته الرئاسية ورحيله خارج السعودية، أما الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي لوح بالاستقالة مرة قبل 6 مواسم وتحديداً بعد الهزيمة أمام ذوب آهن الإيراني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا، قبل أن يتقدم بها فعلياً عقب الهزيمة أمام أهلي جدة مطلع العام الماضي في نهائي كأس ولي العهد

وطوال تاريخ الهلال الحديث لم يعان الأزرق ومسيروه من قلة المال حتى في المواسم التي لا تقترن الانجازات بقيمة المال الذي تم دفعه مثل موسم 2013-2014 عندما جلب الهلال 7 لاعبين بمبالغ عالية، رغم أنه خرج صفر اليدين نهاية الموسم.

ويرى مراقبون للشأن الهلالي أن استقالة الأمير نواف بن سعد من رئاسة الهلال تأتي للضغط على بعض الشرفيين الذين قدموا له وعوداً بخصوص تسديد المبالغ المالية التي تعاني منها خزينة الأزرق والبالغة ما يقارب 70 مليون ريال، قبل أن تفاجئ بعجز يناهز 48 مليون ريال نظير عدم نجاح الاستثمارات التي كان من المتوقع أن تسد تلك المبالغ مثل قناة الهلال وبطاقات العضوية، أو الابتعاد بشكل فعلي عن رئاسة النادي بعد تحقيق بطولتين خلال هذه الفترة.

وما يوضح هدف الرئيس الأول كقائد للأزرق، احتفاظه بنصف الطاقم الأجنبي واستبداله بإلتون الميدا الذي حضر إلى النادي كلاعب حر، وكارلوس إدواردو الذي دفع به الهلاليون 7 ملايين يورو تشمل حصة ناديه من الصفقة ورواتبه طوال ثلاثة مواسم يرتدي بها قميص الهلال، وهو الأمر لم يعتد عليه الهلاليون بأن يكتفي الفريق بالتعاقد مع لاعبين فقط ولاعب محلي وهو يونس عليوي الذي قدم إلى الهلال كلاعب حر، مما يوضح رغبة إدارة نواف بن سعد بالحد من النزيف الحاد الذي تعاني منه خزانة الهلال.

وفي المقابل كانت الإدارات الهلالية السابقة وتحديداً منذ 2006 تستقطب أغلى اللاعبين المحليين ابتداءً من صفقة انتقال ياسر القحطاني من القادسية وأسامة هوساوي من الوحدة وياسر الشهراني وصولاً إلى ناصر الشمراني وجميعهم كلفوا خزانة الهلال 104 ملايين ريال سعودي، غير التعاقد مع السويدي كريستيان ويلهامسون والروماني ميريل رادوي والبرازيلي تياغو نيفيز والكوري الجنوبي لي يونغ بيو وأكيلي إيمانا وسيغوندو كاستيلو وميهاي بينتيلي.

ويعتقد بعض المراقبين للشأن الهلالي أن الأزمة المالية التي باتت واضحة في الأزرق، بدأت صيف العام 2011 عندما تعاقدت إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد مع المغربي يوسف العربي مقابل 7 ملايين يورو تسلمها نادي كان بخلاف رواتب اللاعب، وعادل هرماش من لانس الفرنسي مقابل 6.5 ملايين يورو ( القيمة الإجمالية لانتقال اللاعبين تقارب 65 مليون ريال ) وتحولهما إلى الدائنين الخارجيين والذين نشرت "العربية.نت" عن تفاصيلهم قبل نحو أسبوعين، مما أجبر إدارة الأمير نواف بن سعد على التقدم بطلب قرض بنكي سيحرم الهلال من مستحقاته المالية مدة 3 مواسم.

وتعتبر استقالة رئيس الهلال من منصبه بسبب الضائقة المالية مؤشراً خطيراً في كرة القدم السعودية بسبب ارتفاع فاتورة الديون والمبالغ المالية مقابل إيرادات لا تفيء إلا بالقليل، وحتى اللحظة لا يصدق الهلاليون وغيرهم أن رئيساً للأزرق لم يستطع مواجهة المديونيات الهائلة ففضل الترجل عن المشهد بسبب عدم القدرة على مواجهات التحديات المالية التي تكبر يوماً بعد يوم أمام الأندية.