قضت محكمة في طاجيكستان يوم الخميس بالسجن مدى الحياة لزعيمين سابقين لحزب إسلامي محظور بتهم الوقوف وراء محاولة انقلاب العام الماضي في قضية انتقدتها جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان باعتبارها ذات دوافع سياسية.

وتتاخم طاجيكستان- الواقعة في آسيا الوسطى- أفغانستان وتعتبرها روسيا والغرب معبرا لمهربي المخدرات والمتشددين. ومازالت روسيا - التي دعمت الرئيس إمام علي رحمانوف في حرب أهلية في التسعينات - تحتفظ بقاعدة عسكرية هناك.

والأحكام الصادرة عن المحكمة العليا في طاجيكستان تكمل فعليا الإطاحة بالقوة المعارضة الرئيسية القادرة على منافسة رحمانوف الذي يتولى السلطة منذ العام 1992. وتأتي أيضا في أعقاب استفتاء أجري في مايو أيار قد يمسح له بالبقاء في الحكم مدى الحياة.

وقضت المحكمة أيضا بالسجن فترات تتراوح بين 14 و28 عاما بحق 11 عضوا آخرين في حزب النهضة الإسلامي كما حكمت على زرافو راخموني المرأة الوحيدة بين المتهمين بالسجن عامين.

ووصفت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها المحاكمة بأنها جزء من "حملة قاسية على المعارضة السياسية".

وحظرت طاجيكستان حزب النهضة الإسلامي في سبتمبر أيلول الماضي بعد اتهامه بأنه على صلة بمحاولة انقلاب فاشلة في وقت سابق من ذلك الشهر قادها الجنرال عبد الحليم نزار زودا الذي قتل مع 37 من مؤيديه في اشتباكات مع القوات الحكومية.

ونفى محي الدين كبيري رئيس الحزب - الذي غادر البلاد وتحدث لرويترز قبل صدور الأحكام - الاتهامات ووصفها بأنها ملفقة مضيفا أنها جزء من حملة واسعة تهدف للقضاء على الحزب.

وقال "ما يحدث في البلاد سيصب في مصلحة الأصوليين وسينضم الكثير والكثير من الشباب إلى الجماعات المتطرفة بعد فقدهم الثقة في الحكومة."

وتابع قائلا "ربما يكون هذا هو ما تريده حكومة طاجيكستان حتى تجذب المجتمع الدولي إلى صفها على خلفية نمو النزعات المتطرفة."