يقول والد عمر متين، منفذ هجوم ولاية فلوريدا الذي قتل فيه 50 شخصا في ناد ليلي للمثليين في فلوريدا إنه لا يفهم ماذا دفع ابنه إلى تنفيذ الهجوم.

وقال مير صديقي، الأفغاني الأصل، إنه لا يعرف أن لدى ابنه - الذي يحمل الجنسية الأمريكية - مثل هذه الضغينة في قلبه.

وقال صديقي في رسالة بالفيديو وجهها إلى الشعب الأفغاني إن عمر كان ولدا جيدا جدا، ثم تزوج وأصبح عنده ابن.

وقد قتل عمر متين 50 شخصا وأصاب 53 آخرين بجروح في أكثر حادثة إطلاق نار دموية في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر، قبل أن تقتله الشرطة.

وكان الأب قد قال من قبل إن ابنه غضب بعد مشاهدته رجلين يقبل أحدهما الآخر في ميامي.

وأضاف الوالد أنه لا يعلم لماذا ارتكب ابنه مثل هذا العمل في شهر رمضان المبارك، قائلا إن مصير المثليين "ليس في يد البشر" لأن الله وحده هو الذي يمكنه أن يحكم عليهم.

وادعى تنظيم "الدولة الإسلامية" أنه وراء الهجوم، ولكن ليس من الواضح مدى ضلوعه فيه.

وقال صديقي متين الأحد "نعتذر عن الحادثة برمتها. نحن مصدومون، مثل البلد كلها."

وقد بدأ الهجوم في حوالي الساعة 02:00 من صباح الأحد بحسب التوقيت المحلي في نادي بلس الليلي.

وتبادل متين إطلاق النار مع ضابط الشرطة المكلف بحراسة النادي، ثم احتجز بعض الرهائن بعد ذلك.

وفي الساعة 05:00 توجهت فرقة من الشرطة إلى النادي بعد تسلمها بلاغات في رسائل نصية، وبعض المكالمات الهاتفية من بعض الرهائن. ثم قتل متين في تبادل إطلاق النار مع الشرطة.

وقد أعلنت حالة الطوارئ في مدينة أورلاندو ومقاطعة أورانج المحيطة بها.

وأعلنت السلطات حتى الآن أسماء 21 شخصا من الضحايا، من بينهم 17 رجلا، وأربعة نساء.

ولم يكن متين - الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وينحدر من أصول أفغانية، والمولود في نيويورك، والذي كان يعيش في فلوريدا - مدرجا على قائمة مراقبة الإرهابيين المطلوب مراقبتهم.

غير أن المسؤولين قالوا إن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) استجوبه مرتين في 2013 و2014 عقب إطلاقه "تعليقات تحريضية" ضد زميل له، وقبل أن يغلقوا التحقيق معه.

وتبين أنه اشترى بطريقة قانونية عدة بنادق خلال الأيام الماضية.

وقال متحدث باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي إن متين طلب خدمة الطوارئ قبل الهجوم وأعلن ولاءه لتنظيم داعش.

وكان والد منفذ الهجوم قد قال الأحد إنه ليس للدين دخل بالهجوم.

وقالت شركة الأمن التي كان يعمل بها متين إنها حققت معه مرتين.

ولم تكشف التحقيقات في عامي 2007 و2013 عن أي شيء مثير للقلق، بحسب ما ذكرته شركة جي4 إس، مضيفة أن متين كان يحمل بندقية كجزء من عمله.

وقالت الزوجة السابقة لمنفذ الهجوم إنه "مضطرب عقليا"، و"مختل".

وكانت سيتورا يوسفي قد عاشت مع متين أربعة أشهر في عام 2009. وقالت إن أسرتها "أنقذتها" من العلاقة معه عندما أدركوا أنه أصبح يهينها بدنيا.

وأضافت أنه كان يضربها بطريقة منتظمة خلال فترة زواجهما القصيرة لأسباب تافهة، مثل غسيل الملابس.

وقالت: "كان عندما يثور غضبه، يصب كراهيته على كل شيء. كان مضطربا عقليا، ومريضا نفسيا، وهذا هو التفسير الوحيد الذي يمكنني أن أقدمه."

ووصف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما الهجوم بأنه "عمل إرهابي، وعمل من أعمال الكراهية".

وأضاف أنه يذكرنا بمدى سهولة الحصول على أسلحة فتاكة في الولايات المتحدة، وإطلاق النار بها على الناس.
وقال "علينا أن نقرر أي نوع من البلاد نريد بلدنا. إن التوقف عن عمل أي شيء هو أيضا قرار."

وقال البيت الأبيض بعد ذلك إن أوباما أرجأ ظهوره مع مرشحة الحزب الديمقراطي الأوفر حظا للرئاسة، هيلاري كلينتون.
وقالت كلينتون في بيان مشيرة إلى هجوم أورلاندو "هذا يذكرنا مرة أخرى بأنه لا مكان لأسلحة القتال في شوارعنا."

وقالت في رسالة وجهتها إلى المثليين "سنواصل الكفاح من أجل حقوقكم في العيش بحرية، وبانفتاح وبلا خوف. وليس للكراهية مكان في أمريكا."

أما منافسها في الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، فقال إنه يجب على أوباما أن يتنحى عن منصبه لرفضه استخدام تعبير "الإسلام المتشدد" عندما ندد بالهجوم.

وأضاف ترامب "إن لم نكن صارمين وأذكياء فلن يعود لدينا بلد بالمرة".

وحث رئيس مجلس العلاقات الإمريكية الإسلامية السياسيين على ألا يستغلوا الحدث في "إحراز مكاسب"، أو "استغلال الخوف".

وقال نهاد عوض في رسالة مباشرة إلى تنظيم "داعش "إنكم لا تتكلمون نيابة عنا. إنكم لا تمثلوننا. إنكم شذوذ".