تتعرض محافظة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون وأنصار صالح لمجاعة وكارثة إنسانية نتيجة سياسات الانقلابيين على الشرعية واستيلائهم على المعونات المخصصة لأبناء اليمن، مما أسفر عن عدة وفيات بسبب الجوع والمرض.

فقد فرضت ميليشيات الحوثي وصالح سيطرتها على ميناء الحديدة المنفذ الرئيسي لوصول المساعدات الإنسانية لليمن، لكن أبناء المنطقة لا يحصلون علي شئ منها إذ يحولها الحوثيون وأنصار صالح إلى صنعاء ومناطق أخرى.

كما قطع الحوثيون أي إمداد لمناطق المحافظة من الخدمات الأساسية مما أدى إلى تفشي الأمراض.

وأدت هذه الممارسات إلى تدهور كبير في الحالة الصحية للأطفال بسبب سوء التغذية، وأودت بحياة أربعة أطفال من جراء سوء التغذية خلال الأسبوع المنصرم وحده، وفقا لمصادر طبية.

وفي مديرية التحيتا الواقعة إلى الجنوب من مدينة الحديدة، يكابد الجزء الأكبر من سكانها وضعا إنسانيا حيث يتضور المئات من الأطفال والنساء والشيوخ جوعا في عدد من القرى الساحلية، وعلى مقربة منها تتوارد المساعدات الغذائية والطبية التي يستولي عليها الحوثيون.

وتشتكي امرأة مسنة من الوضع المأساوي التي يعاني منه أحفادها جراء الجوع وفراغ بيتهم من المقومات البسيطة، قائلة"نحن في تهامة جياع.. لا نجد شيئا.. نموت من الجوع.. والله معنا"

ويصارع حفيدها محمد المرض والجوع اللذين أنهكا جسده النحيل، ويقول والده :" محمد أصيب بالحمى وهو مريض ولايزال صغيرا ونحن فقراء لا نملك شيئا".

وقد أدى الإهمال المتعمد للحوثيين وقوات صالح لأهالي المنطقة إلى تفشي أمراض جلدية خطيرة في أوساط سكان مناطق عدة من محافظة الحديدة التي تحتل قائمة المناطق اليمنية الأشد فقراً. وبحسب تقارير طبية، فقد بدأ سرطان الجلد يفتك بعدد من السكان.

وأدى الحصار الحوثي إلى عزل منطقة تجارية مزدهرة كبرى، وجعلها تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة التي يوفرها الحوثيون وقوات صالح إلى أتباعهم وأعوانهم، بعد أن أوقفت هذه المليشيات المخصصات المالية لدعم المراكز الصحية هناك وحولتها لمآرب أخرى.

ويخوض سكان الحديدة صراعا من أجل البقاء، ومعركة خاسرة للعديد من الأطفال في حرب يشنها الحوثيون، ليس على خصم خارجي كما يدعون، بل على أبناء بلدهم وأطفالهم.