قال إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي إلى اليمن، إن تدهور الوضع الاقتصادي يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، مشيرا إلى أن تعز تعاني من قصف عشوائي من الميليشيات يقضي على الإنسان.
وأضاف ولد الشيخ في جلسة استماع بمجلس الأمن اليوم الاثنين أن الوضع الإنساني مأساوي، والحالة الأمنية باليمن غير مستقرة.
وقال المبعوث الأممي إنه قدم خارطة عمل لإنهاء الأزمة اليمنية وفق القرار 2216، مؤكدا أن رفض أطراف النزاع خارطة الطريق مسيء لمصالح اليمن، وأوضح أن الخارطة تشكل نواة حل شامل مع ما طرح في الكويت.
وأوضح أن الخارطة تشمل إجراءات سياسية لاختيار نائب رئيس وحكومة وحدة، وترتكز على لجان عسكرية للإشراف على الانسحابات.
واعتبر أن القرارات الأحادية تضاعف من تعقيد الأزمة اليمنية، لافتا إلى ضرورة اتخاذ خطوات جادة لإنقاذ الوضع الاقتصادي المتدهور.
وطالب ولد الشيخ بدعم دولي لوقف الحرب وإطلاق سراح المعتقلين، كما طالب المجتمع الدولي بدعم خارطة السلام الجديدة، معتبرا أن النخبة السياسية في اليمن عاجزة عن تجاوز خلافاتها.
من جانبه، اعتبر مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفان أوبراين أن اليمن على بعد خطوة واحدة من المجاعة، مطالبا الانقلابيين بدفع رواتب الموظفين.
وكشف أوبراين عن أن الميليشيات تهدد اليمنيين بالاعتقال أو التفجير، وتحول المساعدات الإنسانية لمقاتليها.
وقال إن الميليشيات قصفت تعز ومدنا داخل السعودية.
وكانت مصادر في الحكومة اليمنية قد كشفت عن أنه من المتوقع أن يستمع أعضاء المجلس لإفادة ولد الشيخ حول جهوده الأخيرة لمحاولة استئناف المشاورات بين الحكومة اليمنية والانقلابيين، وفقا للمقترحات الأخيرة التي قدمها المبعوث الأممي وقوبلت بالرفض من قبل الرئيس هادي والحكومة اليمنية.
وأضافت المصادر أن الجلسة كانت مقررة لعرض مشروع بريطاني جديد لإنهاء الأزمة اليمنية، إلا أن بريطانيا قد تؤجل عرض مشروعها حتى يعلن ولد الشيخ فشل مهمته رسمياً برفض مقترحاته الأخيرة بشأن إنهاء الأزمة اليمنية.
من جهته أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن التحفظ على خطة المبعوث الأممي يأتي لأنها تُـعتبر خروجاً صريحاً على قرار مجلس الأمن 2216 والتفافاً عليه وعلى المبادرة الخليجية، ونسفاً لمخرجات الحوار الوطني.
وقال هادي في اجتماعٍ بمستشاريه إن قرارات الشرعية لا بد أن تستوعب المواقفَ السياسية والمجتمعية وتحقق آمالَ الشعب اليمني بالأمن والاستقرار الدائم والشامل.
وأكد الرئيس اليمني على العمل لتحقيق السلام الدائم وليس ترحيل الأزمات عبر الحلول المفخخة، التي لا يمكن أن تصنع سلاما.
وبدوره رفض المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي رؤية المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ الجديدة لليمن، لافتا إلى أنها تختلف كليا مع قرار مجلس الأمن 2216 والرؤية التي وقع عليها طرفا النزاع في الكويت.
وأكد راجح بادي في لقاء مع العربية أن الميليشيات الانقلابية الحوثية ما هي إلا أداة من أدوات إيران لتطبيق أجندة نظام الملالي في المنطقة.