لن يكون من السهل على مراكز استطلاعات الرأي والأبحاث، التي توقعت فوز المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، تجاوز صدمة فوز المرشح الديمقراطي دونالد ترامب، الذي "كذّب" بدوره كل توقعاتها وأطاح باستطلاعاتها.
وفاز ترامب بأصوات 290 عضوا من أعضاء المجمع الانتخابي مقابل 232 حصلت عليها كلينتون. وكان يكفي ترامب 270 صوتا للفوز، إلا أنه حقق مفاجأة كبيرة بعدد الأصوات التي حصدها.
وحتى اليوم ما قبل الأخير للانتخابات، كانت معظم استطلاعات الرأي ترجح كفة كلينتون على منافسها ترامب، بل كان بعضها يتوقع فوزا ساحقا لكلينتون على ترامب وبفارق كبير، لا سيما في ولايات تعد معقلا للديمقراطيين.
وعشية يوم الانتخابات، كانت آخر استطلاعات الرأي تعطي كلينتون تقدما على منافسها بنسب تتراوح بين 3 و4 في المائة في الأصوات، وكانت الخريطة الانتخابية تميل بوضوح إلى مصلحة المرشحة الديمقراطية، وفق هذه الاستطلاعات.
وصباح يوم الاستحقاق، أعطى متوسط استطلاعات موقع "ريل كلير بوليتيكس" المرجعي في الولايات المتحدة، تقدما بـ3.3 نقاط لكلينتون على المستوى الوطني. لكن بعد ساعات أصابت النتائج هيئات الاستطلاع بالذهول.
وتوقع موقع سيلفر "فايف ثيرتي ايت دوت كوم" فوز كلينتون في ولايات متأرجحة رئيسية هي فلوريدا ونورث كاولاينا وبنسلفانيا وويسكونسن، لكن ترامب قلب الطاولة على كلينتون في هذه الولايات، وفق ما ذكرت "أسوشيتد برس".
وقد أظهر استطلاع أجرته جامعة كوينبياك، قبل الانتخابات بيوم، أن الفارق يضيق بين المرشحين في ولايتي فلوريدا ونورث كاولاينا المتأرجحتين، لكن ترامب خالف التوقعات مرة أخرى هذه المرة.
كما منح قسم الاستطلاعات في صحيفة نيويورك تايمز "ذي ابشوت"، الذي يحظى باحترام المرشحة الديمقراطية، فرصة فوز بلغت 85 في المائة، قبل أن تنقلب الأرقام بشكل مذهل مع قرب الانتهاء من فرز الأصوات.
ومن بين هيئات الاستطلاع العشرين الأهم في الولايات المتحدة، بما فيها شبكات التلفزيون النافذة والصحف ووكالات الأنباء، التي أجرت أكثر من 80 مسحا منذ منتصف سبتمبر، منحت صحيفة لوس أنجليس تايمز، بالاشتراك مع معهد "يو أس سي تراكينغ" التقدم لترامب باستمرار.