كثرت في الآونة الأخيرة أعداد الراغبين في الخضوع لعمليات تكميم المعدة بأنواعها، للتخلص من البدانة، إلا أن تجارب من سبقوهم في إجراء هذه العمليات أدت إلى انتشار القلق بينهم، حيث تردد أن هناك أعراضا وأمراضا خطيرة تترتب على هذه الجراحة، خصوصا في ظل ما يطرح في مواقع التواصل الاجتماعي من تحذيرات، بالإضافة إلى شهادات من خبراء ومختصين في هذا المجال.
نسب مخيفة
احتفلت المملكة قبل أيام باليوم العالمي للسكري، إذ تربط الكثير من المنظمات الصحية هذا المرض بارتفاع نسبة السمنة بين المواطنين، في حين أكدت دراسات أن غياب النشاط البدني وتناول الغذاء غير الصحي من أبرز الأسباب المؤدية لذلك.
وحسب منظمة الصحة العالمية تبلغ نسبة السمنة في المملكة بشكل عام 35.2 %، فيما تبلغ النسبة بين الأطفال 36 %.
وفي ظل هذه النسب المخيفة، لجأ كثيرون لعمليات تكميم المعدة، ودفع عشرات الآلاف من الريالات للتخلص من هذا المرض الذي بات يقلقهم، إلا أنهم صدموا بتجارب مفزعة لمن سبقوهم في إجراء هذه العمليات.
تقول مريم المصباح إنها أجرت العملية بنجاح، وفقدت نصف وزنها، إلا أنها أصيبت بشحوب مستمر في البشرة، وتساقط في الشعر، ورغم مراجعتها للأطباء، وتناولها العديد من الفيتامينات، إلا أنها تتحسن ببطء.
من جانبه، يعاني أنور القرشي الذي أجريت له العملية بنجاح من فقر دم شديد، ومنذ ذلك الوقت وهو يعتمد على رفع نسبة الهيموجلوبين في الدم، ويعيش حالة قلق، خصوصا بعد أن ذكر له عدة أطباء أن فقر الدم سيلازمه طوال حياته.
رعشة اليدين مدى الحياة
"الوطن" عرضت بعض تجارب المرضى على استشاري الجراحة في أحد مستشفيات المدينة المنورة الأكاديمي في جامعة الأزهر المصرية الدكتور ماجدي حسين، فكشف أن "رغم القصص التي تنتشر حول مخاطر عمليات تكميم المعدة، فإن هذا النوع من العمليات يعتبر آمنا إلى حد كبير، حتى إنها تجرى من قبل أطباء قليلي الخبرة".
وأضاف أن "المشكلة تكمن في الفترة التي تلي العملية، فهناك أعراض وأمراض خطيرة قد يصاب بها المريض، منها سوء امتصاص فيتامين B12، ما يؤثر على الأعصاب لاحقا، وبالتالي إصابة المرضى برعشة في اليدين، وبعضهم يصاب بها مدى الحياة، ولتخفيف ذلك يلجأ هؤلاء إلى استخدام حقن من الفيتامين تؤخذ في العضل بشكل أسبوعي، وهو علاج مكلف جدا".
أعراض وأمراض أخرى
أوضح الدكتور ماجدي أن "من الأعراض المحتملة بعد الخضوع لعملية تكميم المعدة فقر الدم المستمر، والكسل والفتور، وقد تظهر في حال نقص هرمون "الجاسترين" Gastrin، الذي تنتجه الخلايا المبطنة للمعدة لتنظيم إفراز حموضة المعدة، وبالتالي يكون المريض عرضة لسرطانات المعدة بنسبة 40 %".
وأضاف أن "5 حالات من كل 100 حالة تخضع لهذه العملية يحدث لها ارتجاع، وتعود لأوزانها السابقة، وبعضها قد يزيد عن الوزن السابق، وهناك حالات خضعت للعملية ظهرت لديها حصوات في المرارة بسبب ضعف في أداء الكبد لوظائفه، وبلغت نسبة الإصابة بالحصوات نحو 20 %".
حقائق عن تكميم المعدة
- تكلفة العملية الواحدة: 45 - 50 ألفا
- أنواعها: ربط المعدة،وتغيير المسار، والتكميم
- تسبب نقصا في فيتامين B12 بسبب سوء الامتصاص
- 5 من كل 100 حالة تعود لوزنها السابق
- نسبة الإصابة بحصوات المرارة: 20%
- ظهور حالات لديها نقص هرمون Gastrin المسؤول عن تنظيم الحموضة