عند الشعور بالألم، عادة ما نتوجه إلى صيدلية المنزل ونأخذ حبة مسكنة دون أن نفكر طويلا في الأمر. لكن أطباء دنماركيون وجدوا أن هذه المواد قد تسبب السكتة القلبية، خاصة مادتي ديكلوفيناك وإيبوبروفين.
مادتا ديكلوفيناك وإيبوبروفين على وجه الخصوص قد يتسببان في الإصابة بالسكتة القلبية، هذا ما توصلت إليه دراسة دنماركية نشرت نتائجها في مجلة طبية أوروبية مختصة بالأمراض القلبية. وأشار الباحثون في الدراسة أن المسكنات يمكن أن تتسبب في حالات فردية في آثار جانبية على نظام الدورة الدموية للقلب "والسماح للناس بشراء هذه العقاقير بدون وصفة طبية وبدون استشارة ذوي الخبرة يعطي انطباعا للعوام بأن هذه العقاقير لابد وأن تكون آمنة" حسبما أوضح غونار غيسلاسون، أستاذ القلب في مستشفى مدينة غينتوفده الجامعي بكوبنهاغن.
والمادتان هما من مجموعة مُضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة ( NSAID)، وتستخدم كمسكنات لتخفيف الآلام بما في ذلك آلام الطمث ومقاومة الالتهاب والحمى. وهي عادة ما يتم شراؤها في العالم العربي من دون الحاجة إلى وصفة طبية. أما أسماءؤها التجارية فهي عديدة، الأشهر منها بالنسبة لمادة ديكلوفيناك على سبيل المثال، دواء الفولتارينVoltaren ، أو كاتافلام Cataflam. أما مادة إيبوبروفين فتعرف تجاريا باسم فيكوبروفين ،Vicoprofen أو بروفين Profen، أو حتى بروفينال Profenal.
وحسب العلماء الدنماركيين فإن خطر الإصابة بالسكتة القلبية يزداد بنسبة 50 بالمائة بتناول ديكلوفيناك، وبنسبة 31 بالمائة بتناول مسكن إيبوبروفين لمدة شهر كامل. ودرس الباحثون تحت إشراف غيسلاسون الآثار الجانبية لما يعرف بالمضادات اللاستيرويدية للالتهابات والتي من بينها إلى جانب إيبوبروفين وديكلوفيناك مادة نابروكسين وروفيكوكسيب و سيليكوكسيب. وقال الباحثون إن العديد من الدراسات السابقة أظهرت بالفعل أن هذه العقاقير ذات صلة بمخاطر على القلب والأوعية الدموية.
وفي الدراسة تمّ الاستناد على بيانات جميع مرضى السكتة القلبية في الدنمارك تقريبا في الفترة ما بين عامي 2001 و 2010 وتبين لهم أن نحو 3400 من هؤلاء المرضى كانوا يتناولون قبل فترة من إصابتهم بالسكتة القلبية وصلت لشهر عقاقير مسكنة، منهم 1100 مريض كانوا يتناول إيبوبروفين و 545 مريضا كانوا يتناولون ديكلوفيناك.
وتعقيبا على ذلك يقول البروفيسور غيسلاسون، أن الدراسة "دليل إضافي" على أن المسكنات ومضادات الالتهاب غير الستيرويديَّة ليست بمواد "غير ضارة"، بل بالعكس. ونصح الأستاذ الدنماركي المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية بتجنب هذه المضادات تماما وقال إن هذه العقاقير لها تأثيرات كثيرة على نظام القلب والأوعية الدموية وهو ما يمكن أن يفسر العلاقة بينها وبين الإصابة بالسكتة القلبية حيث تؤثر هذه المضادات على تجمع صفائح الدم مما قد يسبب تجلطه.
وأوصى أخصائي القلب بعدم تناول أكثر من 1200 ميلغرام من إيبوبروفين يوميا في حالة الضرورة وقال إن مادة ديكلوفيناك هي الأخطر من بين هذه المسكنات ونصح صحاح القلب بتجنب تعاطيها، مشددا على وجود عقاقير أخرى تساعد ضد الألم وليس لها مثل هذه الآثار الجانبية.