إذا اضطر الاتحاديون إلى وضع قائمة، تضم أفضل عشرة أجانب ارتدوا قميص فريقهم المقلم بالأصفر والأسود، فحتماً سيكون البرازيلي تشيكو في مقدمة الترتيب.

جاء هذا القادم من أرض الفنون الكروية إلى جدة بهدوء، ودون زفة إعلامية، أو صخب جماهيري.. عندما تعاقد معه أصحاب القرار في البيت الاتحادي، لم يكن اسماً مشهوراً أو معروفاً.. ومع هذا لم يحتاج تشيكو إلى أقل من خمس مواجهات، ليؤكد أنه صفقة ناجحة، فمثل الاتحاد ورحل، ثم عاد مرة أخرى في فترتين سابقتين، وضع فيهما بصمة وساهم في إنجازات لا تنسى.

تشيكو يفتح ملف ذكرياته وأيامه مع الاتحاد في هذا الحوار، الذي خص به "الرياضية"، وكشف خلاله الكثير من أوراقه الخفية بعد سنوات من مغادرته الاتحاد.

ـ أنت أحد أبرز اللاعبين الذين لعبوا في السعودية، كيف كانت تجربتك في الدوري السعودي؟

أنا سعيد جداً بأن أُوصف واحداً من أفضل اللاعبين الذين مروا على الدوري السعودي خاصة في بلد دائماً يستقطب لاعبين على مستوى عالٍ ومشاهير، فتجربتي كانت أفضل مما يمكن على أرض الملعب وخارجه، ففي الملعب حققنا بطولات مهمة، تربطني علاقة احترام مع زملائي اللاعبين والجهاز الإداري والفني، كانت سنوات من المجد لعبنا فيها مباريات رائعة، فوجئت بشغف الجماهير وقوتهم في الكرة السعودية ووجودهم الكثيف سواء في المباريات التي كانت في جدة وأيضاً خارجها.

ـ كيف كانت المفاوضات معك وانتقالك إلى نادي الاتحاد؟

عندما انتهت البطولة في البرازيل دعاني رئيس النادي وأخبرني أنه يتفاوض مع نادٍ سعودي كبير وجماهيري وأنه سيسافر خلال ٥ أيام لإنهاء الانتقال، كنت متفاجئاً وقتها، فالأمور كانت بسرعة علما بأنه كان هناك كثير من الأندية البرازيلية لديها الرغبة في انضمامي لها، لكن بعد انتقالي إلى الاتحاد أيقنت أن قراري كان القرار الصحيح.

ـ هل واجهت صعوبة في التأقلم في السعودية، خاصة أن التقاليد والحياة تختلف عن البرازيل؟

الصعوبات موجودة، لكن يجب أن نتأقلم وأن نحترم التقاليد وكانت تجربة فريدة في حياتي بسبب أنني تعلمت أشياء أخرى، مع الوقت تكيفت وتعلمت الكثير عن هذا البلد الجميل.

ـ ما هي أجمل ذكرياتك مع الاتحاد؟

لدي الكثير والكثير من الذكريات الجميلة، لكن سوف أتطرق إلى اثنين منها، الأول عندما خسرنا المباراة الأولى في دوري أبطال آسيا 1ـ3 في جدة، لا أحد كان يصدق أن نعود ونحقق البطولة، في المباراة الثانية بكوريا انتصرنا 5ـ0 مباراة كانت تاريخية، لعبت المباراة وكنت أتحامل على إصابتي، والدي سافر معي لحضور تلك المباراة وعاش معي جميع اللحظات العاطفية، لقب لن ينسى. بعدها انتهى عقدي وكانت رغبة عائلتي العودة للبرازيل تحدثت وقتها مع الرئيس منصور البلوي وذكر لي أنه شاهد ١١ لاعباً عربياً في الملعب فهذه المشاعر والاحترام والوفاء كانت إيجابية بالنسبة لي، وبالمقابل أنا أحمل كثيراً من الود والاحترام لهذا النادي والقائمين عليه، في النهاية كان من أصعب المواقف علي هو وداع زملائي اللاعبين والجهاز الإداري في النادي لكن هذه سنة الحياة.

ـ ما هو رأيك في الدوري السعودي؟

الدوري السعودي أقوى منافسة في الشرق الأوسط فالبنية التحتية للأندية قوية، وهناك ٥ فرق تتنافس دائماً على اللقب ويوجد لاعبون محليون وأجانب على مستوى عالٍ بالإضافة إلى مجموعة من المدربين الأجانب المقتدرين، وهذا ما يجعل المنافسة أكثر شراسة.

ـ هل ما زلت تتابع الدوري السعودي؟

أتابع النتائج لمعرفة المراكز ودائماً أهتف للاتحاد، لكن للأسف لا أستطيع مشاهدة المباريات.

ـ في نهائي دوري أبطال آسيا خسرتم المباراة الأولى 1ـ3 أمام بوهانج ستيلرز الكوري وفِي المباراة الثانية عدتم بخماسية على أرض الخصم وحققتم اللقب في مباراة تاريخية، تكلم لنا عن هاتين المباراتين والأحداث المصاحبة لهما؟

الأشخاص الذين عاشوا هذه الأحداث هم الوحيدون الذين يصدقون الرواية التي تعتبر دراما، في المباراة الأولى خرجت مصاباً خسرنا هذه المباراة 1ـ3 بعدها سافرنا اليوم التالي بوجود إصابات عديدة، اضطررت أن أخذ حقنة لتهدئة الإصابة العضلية لي واتجهنا للمباراة بثقة وإصرار على العودة، أول عشر دقائق من المباراة تحصلنا على ضربة ركنية تصديت لها وسجلها مدافعنا العظيم رضا تكر، قبل نهاية الشوط الأول تحصلنا على فاول على الطرف نفذتها وسجلها حمزة بعدها أنهى الحكم الشوط الأول، ذهبت لغرفة الملابس وكنت أبكي بحرقة بسبب إحساسي بصعوبة تحقيق الحلم وبتأزم الإصابة وعلي أن أغادر الملعب بعدها أتاني اللعيبة ووالدي لتحفيزي بالاستمرار بعدها قررت أخذ حقنة ثانية لكي أستطيع الاستمرار، نزلنا الشوط الثاني بإصرار للحصول على اللقب تحصلت على كرة في المنتصف مررتها لمناف وهو مررها لمحمد نور الذي أحرز الهدف الثالث، بعدها غادرت الملعب ودخل كريري وأنهينا المباراة بخماسية وحققنا اللقب، حقيقة أحداث يعجز اللسان عن وصفها ولحظات لا تنسى.

ـ هل ما زلت تتواصل مع زملائك اللاعبين والإداريين؟

أكيد مع مناف وأمين وحمد الصنيع والأخير كان شخصاً محترماً ويوجد معنا في كل اللحظات؛ التمارين والمباريات وفِي السفر ساعدني في أشياء كثيرة.

ـ أي من اللاعبين السعوديين في وقت وجودك بالدوري السعودي تعتقد أنهم مميز ويستطيع الاحتراف خارجيا؟
لاعبون كثر لكن أذكر زملائي مبروك زايد، محمد نور، أسامة المولد، سعود كريري، رضا تكر، حمزة إدريس، مناف أبو شقير، محمد منتشري، نادي الاتحاد يفخر بهؤلاء النجوم.

ـ ماذا تعمل بعد اعتزالك كرة القدم؟

أحضر وأدرس في مجال التدريب، وقد عملت مساعداً فنياً لمدة ثلاثة أعوام ومدرباً لمدة عام، وحالياً أعمل منسقاً فنياً، دائماً أحرص على التعلم، ومن يعلم يمكن يوم أعمل في السعودية.

ـ رسالة توجها للجمهور السعودي وجمهور الاتحاد خاصة؟

أنا سعيد جداً أنكم منحتموني الفرصة أن أتكلم عن جزء من تاريخي الجميل هناك، والنادي الذي له بصمة كبيرة في حياتي، والمدينة التي عشت فيها ثلاث سنوات، وللعلم وضعت Jeddah City على منزلي، وألوان الاتحاد موجودة وأيضاً النمر كعلامة تجارية. أرسل تحياتي ومحبتي لجميع الجماهير ولجماهير الاتحاد خاصة ولي الفخر الدفاع عن ألوان هذا النادي الكبير وتمثيلي لهم داخل الملعب، لي ذاكرة جميلة مع جماهير الاتحاد وافتقدت أهازيجهم الجميلة، ومن يعلم يوماً ما أرجع للسعودية حتى لو لمشاهدة مباراة مع الجماهير كمشجع وأهتف معاهم للاتحاد.