أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة الاعتداء السافر الأخير على حرمة وقدسية المصحف الشريف بالسويد، وأعربت عن استيائها من تكرار ذلك، داعية سفراء الدول الأعضاء لبذل جهود جماعية مع البرلمانات ووسائل الإعلام والمجتمع المدني في الدول المتواجدين فيها لتجريم مثل هذه الاعتداءات.
كما دعت لتوجيه رسالة للسويد والذهاب لمفوضية الاتحاد الأوروبي للإعراب عن الإدانة والدعوة لاتخاذ إجراءات لعدم تكرار ذلك العمل الإجرامي، معربة في الوقت نفسه عن أسفها الشديد من إصدار السلطات السويدية تصريحاً يسمح بتنفيذه.
وحثت جميع الحكومات إلى التنفيذ الكامل للإطار القانوني والإداري القائم أو تكييف تشريعات جديدة إذا لزم الأمر بما يتفق مع التزاماتها بموجب القانون الدولي والقواعد والمعايير لحماية جميع الأفراد والمجتمعات من الكراهية والعنف على أساس الدين والمعتقد ولضمان حماية أماكن العبادة.
وشددت على ضرورة توجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن وحثهما على إصدار بيانات إدانة لرفض إهانة الرموز والمقدسات الدينية مما يثير الكراهية ويعزز تنامي ظاهرة التطرف العنيف، ويغذي الإرهاب، كما دعت إلى الاحترام المتبادل لجميع الأديان ولمعتقدات وتعزيز ثقافة السلام والتسامح.
وكلفت المجموعة الإسلامية في نيويورك وجنيف والعواصم العالمية على مواصلة إثارة وإطْلاع الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة بالانتهاكات المستمرة ضد الرموز والمقدسات الإسلامية وما يمثله ذلك من تغذية لخطابات الكراهية وتنامي ظاهرة التطرف العنيف.
وجددت دعوة الأمين العام لاتخاذ خطوات فورية لتعزيز مرصد الإسلاموفوبيا في الأمانة العامة، من خلال تحويله إلى إدارة كاملة لمكافحة الإسلاموفوبيا والحوار والتواصل وتخصيص الموارد اللازمة لتمكين المرصد من العمل بشكل فعال، وتنفيذ برامج ملموسة على الأرض، وتسهيل ارتباطه مع المراكز والآليات الأخرى المعنية برصد ظاهرة الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء العالم.
وطلبت من الأمين العام مراجعة الخطوات الممكنة للنظر في الإطار الرسمي الذي يربط الأمانة العامة بأي دولة يتم فيها تدنيس حرمة نسخ من المصحف الشريف والقيم الإسلامية الأخرى والرموز والمذاهب الإسلامية بموافقة البلد المعني، بما في ذلك تعليق وضع المبعوث الخاص.
بدوره أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه على الدول الأعضاء في المنظمة باتخاذ موقف موحد وتدابير جماعية للحيلولة دون تكرار حوادث تدنيس نسخ من المصحف الشريف والإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
جاء ذلك في كلمة الأمين العام أمام الاجتماع الاستثنائي مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد اليوم (الأحد) في مقر الأمانة العامة في محافظة جدة، لمناقشة الإجراءات تجاه تداعيات حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف التي جرت أمام المسجد المركزي بالعاصمة السويدية ستوكهولم أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وأعرب الأمين العام عن أسفه لارتكاب هذا العمل الذي وصفه بـ"الحقير" في الوقت الذي كان جميع المسلمون يحتفلون بالأضحى، مشيراً إلى أن الاجتماع يأتي لمناقشة الرد المناسب على ذلك الإجراء.
وأكد السيد حسين طه على الحاجة إلى إرسال رسالة واضحة مفادها أن أفعال تدنيس المصحف الشريف والإساءة للنبي الكريم والرموز الإسلامية ليست مجرد حوادث إسلاموفوبيا عادية، مشدداً على ضرورة إرسال تذكير مستمر إلى المجتمع الدولي بشأن التطبيق العاجل للقانون الدولي، الذي يحظر بوضوح أي دعوة إلى الكراهية الدينية.
يذكر أن اجتماع اللجنة التنفيذية عُقد بدعوة من المملكة رئيس القمة الإسلامية في دورتها الحالية ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي.