ما أن تطأ قدما الزائر بوابة مهرجان الورد والفاكهة الذي يقام بمتنزه الأمير فهد بن سلطان في مدينة تبوك، حتى تستقبله فيه لوحة " شهداء الوطن " الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحفاظ على مقدراته ومكتسباته، فحكاية كل شهيدٍ في عيون زوار المهرجان مرسومة بالفخر الذي تترجمه وقفتهم أمام اللوحة التي تضم صور الشهداء وأسمائهم والجهات العسكرية التي كانوا ينتسبون لها.

وعلى بعد خطوات من هذه اللوحة يقف الشاب صالح البلوي ليترجم هو الآخر بلغة الفن مشاعر لا تقل ولا تزيد عن كل فرد من أفراد الوطن حيث يعمل على رسم صور شهداء الوطن بفن الـ " اكليريك " على جداريات مخصصة لشارع الفن الذي يتوسط فعاليات المهرجان ويمتد حتى نهايتها.

وقال الفنان صالح البلوي إن فكرة تجسيده لصور الشهداء قد راودته منذ فترة طويلة سعى من خلالها إلى محاولة اختيار المكان المناسب لعرضها أمام الجمهور إلى أن اتيحت له المشاركة في فعاليات المهرجان , وهي عبارة عن رسم البورتريه الذي يلخص آخر اللحظات المصورة التي كان عليها بعض شهداء الوطن وهم يرتدون الخوذات العسكرية في الحدود الجنوبية دفعاً عن أرض الحرمين الشريفين.

وأشار إلى أن الجدارية قد نالت استحسان الزوار كونها مزجت صور الشهداء مع الحدث السياحي الكبير الذي تشهده مدينة تبوك , وتمنى البلوي لو تتاح له الفرصة لرسم جميع شهداء الوطن والتعريف بإنجازاتهم التي لن تمحى من ذاكرة السعوديين , مؤكداً أنه سيسعى إلى جانب زملاءه من هواة الفن التشكيلي لتحويل هذه البادرة إلى مشروع فني سيرى النور متى ما توافرت فيه الإمكانات الداعمة.