تبادلت الحكومة الإسبانية المركزية وحكومة إقليم كتالونيا، الأحد، الاتهامات والانتقادات حول اشتعال أعمال العنف في كتالونيا، خلال الاستفتاء على انفصال الإقليم، التي أسفرت عن إصابة نحو 800 شخص.

وشنت قوات الأمن التي أرسلتها الحكومة الإسبانية إلى كتالونيا، الذي تعتبره غير دستوري، حملة على مراكز الاقتراع، لمنع إجراء الاستفتاء، ووقعت اشتباكات عنيفة بين المقترعين وقوات الأمن التابعة للحكومة المركزية التي استخدمت الهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وظهرت صور للعديد من الأشخاص ووجوههم مغطاة بالدماء. وأعلنت سلطات كتالونيا أن عدد المصابين بلغ 761، فيما ذكرت الحكومة المركزية أن 13 عنصرا من قواتها أصيبوا في الاشتباكات. وأدت أعمال العنف حول مراكز الاقتراع إلى إقامة مباراة لفريق برشلونة، الذي يؤيد حكومة كتالونيا، ضد لاس بالماس، الذي يدعم حكومة مدريد، دون جمهور، وانتهت المباراة بفوز برشلونة بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.

ووصف المتحدث باسم حكومة كتالونيا جوردي تورول أفعال الحكومة الإسبانية المركزية بأنها "عار وفضيحة دولية حقيقية". وقال إن الحكومة الإسبانية "ربما تضطر إلى الرد على أفعالها أمام محكمة دولية". وأضاف تورول، ردا على سؤال حول ادعاء الحكومة الإسبانية بأنها استخدمت القوة الأمنية فقط لمصادرة المواد الانتخابية وليس ضد الأفراد، بأن عدد المصابين بلغ مئات الأشخاص وقنابل الغاز والرصاص المطاطي لا يتم استخدامهم لمصادرة مواد انتخابية.

من جانبه، اعتبر رئيس وزراء إسبانيا ماريانو راخوي أن الاستفتاء تسبب في خلق الانقسامات وأعمال العنف وأضر بالتعايش. ووجه الشكر لقوات الأمن التي أرسلها إلى كتالونيا، قائلا إنها تصرفت بـ"حزم وهدوء" وأظهرت أن "دولتنا الديمقراطية لديها الوسائل لحماية نفسها من مثل هذا الهجوم الذي يمثله الاستفتاء غير الشرعي".

وأضاف راخوي، في كلمة تلفزيونية، مساء الأحد، أنه "في هذه اللحظة، أستطيع أن أخبركم بوضوح أن الاستفتاء الذي أرادته كتالونيا لم يحدث، ولقد أثبتنا اليوم أن دولتنا تتعامل بكل وسائلها الشرعية ضد أي انتهاك". وتابع بالقول إن "أغلبية الكتالونيين تجاهلوا المشاركة في الاستفتاء".