عثرت الجهات البريطانية المشرفة على التحقيقات الجارية في قضية تسميم العميل الروسي المزدوج سابقاً "سيرغي سكريبال"، وابنته يوليا، في مركز تسوق بمدينة سالزبوري البريطانية، على بقايا مادة كيميائية تؤثر على الجهاز العصبي، بأحد المطاعم القريبة من مكان الحادثة.
وأوضحت شبكة "بي بي سي" الإخبارية البريطانية، أنّ التحقيقات أظهرت تناول "سكريبال" وابنته طعاما في مطعم "زيزّي" الذي عُثر فيه على بقايا المادة الكيميائية، قبل ساعتين فقط من فقدان وعيهما.
وتبيّن أيضاً أنّ باقي الزبائن الذين كانوا يتناولون الطعام في المطعم نفسه ساعة وجود سكريبال وابنته فيه، لم يظهر عليهم علامات الإصابة بالمادة الكيميائية، ولم يعانوا من مشاكل صحية بعد تناول الطعام.
وتعليقاً على الحادثة، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في وقت سابق، إنّ بلاده سترد بحزم في حال تبين وقوف موسكو وراء تسميم العميل الروسي المزدوج سابقًا "سيرغي سكريبال".
وقال جونسون في كلمة بالبرلمان البريطاني: "رغم أنه سيكون من الخطأ الحكم مسبقا على التحقيق، يمكنني طمأنة المجلس أنه إذا ظهرت أدلة تدل على مسؤولية دولة ما، فإن حكومة صاحبة الجلالة (بريطانيا) سترد بشكل مناسب وقوي".
يشار إلى أن الشرطة البريطانية عثرت الأحد الماضي، على سكريبال (66 عامًا) وهو كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، فاقدًا الوعي مع ابنته يوليا (33 عامًا)، بمدينة سالزبيري (جنوب غرب).
وكانت محكمة روسية قضت بسجن سكريبال لمدة 13 عامًا عقب إدانته بالتجسس لصالح بريطانيا في 2006، قبل أن يصدر الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف عفوًا عنه.
ومنحت بريطانيا حق اللجوء لسكريبال، عقب اتفاق لتبادل الجواسيس في 2010 بين الولايات المتحدة وروسيا.
ووجهت روسيا لسكريبال تهم عدة، بينها "تسريب معلومات لجهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية (MI6)"، و"إفشاء هويات عملاء روسيا في دول أوروبا".
ووفقًا لوسائل إعلام بريطانية، فقد سكريبال زوجته وابنه في حادث سير قبل أعوام قليلة، وأبلغ سكريبال الشرطة البريطانية مؤخرًا أنه يشعر بالقلق على حياته.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين بريطانيا وروسيا توترت منذ مقتل الجاسوس الروسي السابق، ألكسندر ليتفنينكو في لندن عام 2006.