بميزانية قدرها 40 مليون يورو، بدأت ورشة كبرى إعادة طلاء برج «إيفل»، وفق مواصفات تلتزم شروط الصحة والسلامة. كما تشمل الأشغال استكمال الجدار الزجاجي الذي يحيط بالموقع لحمايته من اعتداءات إرهابية متوقعة.
وتعتبر الورشة المقدر لها أن تنتهي في عام 2021 أكبر عملية صيانة يخضع لها البرج منذ إنشائه في سنة 1889، لكن القائمين على العمل مضطرون لتخفيف وزنه، أي إخضاعه للتخسيس، والاستغناء عن كمية من حديد الهيكل، بسبب ثقل الدهان الجديد الذي سيطلى به البرج. ويبلغ وزن الدهان 60 طناً، بينما يبلغ الوزن الإجمالي للبرج حالياً 10 آلاف طن، ويجب ألا يتجاوزه لمقتضيات السلامة.
كان غوستاف إيفل، مهندس البرج، قد ذكر في كتاب له بعنوان «البرج ذو الـ300 متر» أن «العناية بالحديد هي الضمانة الوحيدة لاستمراره».
ويحتفل البرج، العام المقبل، بمرور 130 عاماً على إنشائه. وهو الصرح الذي أصبح علامة فارقة للعاصمة الفرنسية، لكن العوامل الجوية من أمطار ورياح تتسبب في تآكل بعض حديده. وبهذا، فإن طلاءه يعاد كل 7 سنوات، وتستمر العملية 3 سنوات في كل مرة. وللحفاظ على الهيكل، لا بد من وضع 19 طبقة من الطلاء المتدرج الألوان. لكن «لاسيت»، الشركة التي تدير أعمال البرج وتستثمره، تواجه هذه المرة مشكلة عسيرة، سببها وجود مادة الرصاص في طلائه السابق. وحسب تقرير لدائرة التأمين الصحي في باريس، فإن استنشاق غبار الرصاص يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة، وبالتالي لا بد للشركة التي تستثمر البرج من أن تأخذ هذه المعلومة بعين الاعتبار لحماية العمال الذين يشتغلون في الورشة.
وتقرر أن يبقى الموقع مفتوحاً خلال مدة الصيانة. ولحماية العمال المكلفين بإزالة طبقات الطلاء القديم، سيجري وضع حواجز من النايلون متصلة ببعضها، بين الطابقين الأرضي والأول من البرج، وهما المنطقتان الأكثر حاجة للصيانة. ومن شأن هذه الحواجز حجب غبار الرصاص عن العاملين في الورشة، وكذلك عن السياح الذين يزورون البرج الملقب بـ«السيدة الحديدية»، باعتباره أحد أكثر المعالم السياحية زيارة في العالم، حيث زاره 7 ملايين زائر في العام الماضي.
وكانت محكمة الجزاء في باريس قد أصدرت، في خريف 2016، حكماً يدين الشركة بأنها عرقلت أعمال لجنة الصحة والأمان والتحقق من ظروف العمل، وأوقعت عليها غرامة قدرها 18750 يورو. كما أفادت محامية اللجنة بأنهم لم يكونوا على علم بأن نسبة الرصاص الموجودة في الطلاء تزيد بـ21 مرة عن الحد المسموح به. وأضافت أن لجنة الصحة ستكون في غاية اليقظة للحفاظ على سلامة العمال والزوار من أي مخاطر.